العوامل المسببة لإضطرابات الصوت :
الأسباب العضوية وغير العضوية التي تؤدي إلى الإضطرابات الصوتية كثيرة متنوعة . من بين الظروف العضوية التي تتعلق بالحنجرة والتي يمكن أن تسبب إضطرابات الصوت : القرح ، والعدوى ، والشلل الذي يصيب الثنيات ، والشذوذ الولادي في تكوين الحنجرة . الأشخاص المصابون بشق في سقف الحلق يواجهون عادة صعوبة في الفصل بين الممرات الفمية والممرات الأنفية أثناء الكلام ، مما يجعل أصواتهم تغلب عليها الخمخمة الشديدة . كذلك فإن الفقدان الواضح للسمع الذي يؤثر على قدرة الطفل على تغير طبقة الصوت وإرتفاعة ونوعيته ، يمكن أن يسبب أيضاً إضطرابات في الصوت . على أن الانحرافات الصوتية المؤقتة مثل وجود فواصل في طبقة الصوت التي تصاحب تغير الصوت أثناء البلوغ وخاصة عند الذكور ، هذه الحالات لا تحتاج إلى علاج .
من ناحية أخرى ، يمكن أن تنتج إضطرابات الصوت عن عوامل وظيفية وليست عضوية . لا حظ " برون " ( 1971 ) أن معظم إضطرابات الصوت ترتبط بسوء استخدام الصوت أو الاستخدام الشاذ للصوت . يمكن أن يتخذ سوء استخدام الصوت أشكالاً متعددة منها السرعة المفرطة في الكلام ، أو الكلام بمستوى غير طبيعي من طبقة الصوت ، أو الكلام بصوت مرتفع للغاية ، أو الكلام المصحوب بالتوتر الشديد . هذه الأنماط الصوتية يمكن أن تؤدي إلى الاستخدام الزائد للميكانزم الصوتي . وعندما يعتاد الفرد مثل هذا السلوك ، فإن ذلك يسبب ضرراً للحنجرة وقد يؤدي إلى بعض الانحرافات المرضية العضوية . كذلك ، قد ترتبط إضطرابات الصوت عند الطفل بالعادات السيئة في التنفس .
تعتبر الإضطرابات السيكولوجية وعدم التوافق الإنفعالي حالات يمكن أن تنعكس أيصاً في شكل إضطرابات في الصوت . على أن إضطرابات الصوت التي ترجع إلى أصل سيكولوجي يبدو أنها أكثر شيوعاً عند الكبار منها عند الصغار .
خلاصة القول أن أي شيء يغير أو يعوق الأداء الوظيفي العادي والفعال لأجهزة التنفس ، وأجهزة الصوت يعتبر سبباً من أسباب الاضطرابات الصوتية .
تشخيص حالات إضطرابات الصوت :
لعل المناقشة السابقة للأنواع المختلفة من إضطرابات الصوت والأسباب المؤدية إليها تكون قد أوضحت للقارىء أن مدخل الفريق متعدد التخصصات في عمليات التشخيص والعلاج يعتبر من الأمور الجوهرية . قبل البدء في العمل العلاجي لا بد من إجراء الفحص الطبي كخطوة مبكرة وضرورية تهدف إلى اكتشاف ما إذا كان يوجد خلل عضوي ، من ثم بدء العلاج الطبي أو الجراحي اللازم في في مثل هذه الحالة . أما عملية التقييم التي يقوم بها فريق الخصائيين فانها تتضمن – بوجه عام – أربعة مظاهر أساسية هي :
1. دراسة التاريخ التطوري لحالة الاضطراب في الصوت .
2. التحليل المنظم للصوت ، ويشمل تحليلاً لأبعاد طبقة الصوت ، وارتفاع ، ونوعيته ورنينه .
3. فحص جهاز الكلام من الناحيتين التكوينية والوظيفية .
4. قياس بعض التغيرات الأخرى ( عندما تكون هناك حاجة لذلك ) مثل حدة السمع والحالة الصحية العامة ، والذكاء ، والمهارات الحركية ، والتوافق النفسي والانفعالي .
عند القيام بتحليل أبعاد الصوت يجري أخصائي أمراض الكلام تقيماً للطفل في أبعاد طبقة الصوت ، والارتفاع ، والنوعية ، والرنين أثناء الكلام في مواقف المحادثة العادية ، وأيضاً من خلال أنشطة كلامية يتم تصميمها لأغراض عملية التقييم . يتم فحص جهاز الكلام عند الطفل ونمط التنفس أثناء الأنشطة المختلفة التي تتضمن الكلام ، والأنشطة التي لا تتضمن الكلام أيضاً . يحال الطفل إلى الجهات المتخصصة الملائمة إذا بدا أنه يعاني من إضطرابات أخرى كالاضطرابات الحركية أو العقلية أو الانفعالية .
الأساليب العلاجية لإضطرابات الصوت :
بغض النظر عن الأسباب الخاصة التي تكون قد أدت إلى إضطرابات الصوت ، يحتاج الأمر إلى فترة علاجية لمساعدة الطفل على تعلم استخدام الجهاز الصوتي بطريقة أكثر ملاءمة ، يصمم البرنامج العلاجي لطفل بعينه وللإضراب الخاص في الصوت ، وعلى ذلك فإن أياً من الطرق التالية يمكن أن تكون ملائمة لحالة من الحالات ، ولا تكون ملائمة لحالات أخرى .
** الهدف العام من علاج الصوت هو تطوير عادات صوتة فعالة ومؤثرة .
يتمثل أحد المظاهر الرئيسية للعلاج في التعليم أو إعادة التعليم الصوتي . يجب أن يفهم الطفل تماماً ماهية إضطراب الصوت الذي يعاني منه ، وما الذي سببه ، وما يجب عمله لتخفيف حدة هذا الإضطراب . مما لا يحتاج إلى تأكيد ضرورة أن تتوفر لدى الطفل الدفاعية الكافية لتغيير الصوت غير الملائم ، وأن تكون لديه الرغبة في تعديل بعض العادات الراسخة . بدون ذلك يكون البرنامج العلاجي عرضة للفشل . إن الدور الذي يمكن للأخصائي الإكلينكي أن يلعبه في العلاج إضطراب الصوت عند الطفل يعتبر ضئيلاً مما يقتضي أن يعمل الطفل بتعاون ورغبة مع الأخصائي للتعارف على ( الصوت الجديد ) والتعود عليه . يترتب على ذلك أن الطفل يحتاج إلى قدر كبير من التشجيع والتدعيم من جانب الأخصائي المعالج ومن جانب الوالدين والمعلمين والزملاء طوال فترة برنامج التدريب على الأصوات .
رغم أن التعليمات العلاجية الخاصة تختلف باختلاف الأخصائيين الإكلينيكيين وباختلاف الحالات ، يتضمن علاج الصوت عادة أربعة مظاهر أساسية تستحق الاهتمام . إذا كان واضحاً أن إضطراب الصوت يرتبط بسوء الاستخدام ، يصبح أحد المظاهر الرئيسية للعلاج التعرف على مصادر سوء الاستخدام ، وتجنب هذه المصادر . ونظراً لأن الأخصائي الإكلينيكي لا يستطيع أن يعتمد اعتماداً مطلقاً على التقارير اللفظية التي يقدمها الأطفال أنفسهم ، فإن من الأفكار الجيدة والمفيدة أن يقوم الأخصائي بملاحظة الطفل في عدد من المواقف المنوعة بهدف تحديد الطريقة التي إعتاد عليها الطفل في استخدام الأصوات . على أن التقارير المقدمة من الوالدين والمعلمين تعتبر ضرورية في التعرف على العادات الصوتية عند الطفل .
بعد أن يتم التعرف على نوع إضطراب الصوت ، يجب مناقشة الأنواع المعنية من سوء الاستخدام وانعكاساتها على الكلام مع الطفل نفسه . بعدئذ يبدأ تخطيط الطرق التي يمكن من خلالها تخفيف الحالة أو تجنبها . يعتبر تفهم الطفل وتعاونه أمور اً أساسية نظراً لأن الأخصائي لا يمكن أن يتواجد مع الطفل في كل لحظة وينبه بصفة دائمة إلى العادات الصوتية السيئة ويطلب منه تصحيحها .
المظهر الثاني للبرنامج العلاجي لإضطرابات الصوت يتمثل في التدريب على الاسترخاء في هذا المظهر العلاجي يدرب الطفل على كيفية إخراج الأصوات بطريقة تتميز بالاسترخاء والسلاسة خاصة إذا كان الطفل يتكلم عادة بطريقة مصحوبة بالتوتر الشديد . على الرغم من أن النتائج مع صغار الأطفال ليست ناجحة دائماً ، فإن التدريب على الاسترخاء الجسمي بوجه عام قد يكون ضرورياً بالإضافة إلى الاسترخاء بشكل خاص في مناطق الوجه والفم والحلق . إن خلو الميكانزم الصوتي من التوتر يعمل على تسهيل تحقيق المظاهر الأخرى للبرنامج العلاجي .
يتضمن المظهر الثالث لعلاج الصوت التدريبات الصوتية والتدريبات المباشر على إخراج الأصوات المختلفة . توجد تدريبات خاصة متوفرة الآن لتحسين طبقة الصوت ، وتدريبات لرفع طبقة الصوت التي اعتاد عليها الطفل وتدريبات لخفض هذه الطبقة ، وتدريبات لزيادة مرونة طبقة الصوت . كذلك توجد تدريبات تهدف إلى تحقيق مستوى أكثر ملائمة من ارتفاع الصوت ، وتدريبات أخرى لتحسين نوعية الصوت بوجه عام . التدريبات التي يقع عليها الاختيار ، والهدف من كل تدريب تطور لتتناسب مع حالة كل طفل كفرد .
على سبيل المثال ، قد تقتضي حالة أحد الأطفال خفض مستوى طبقة الصوت التي اعتاد عليها بمقدار ثلاث نغمات في حين تتطلب حالة طفل آخر زيادة مدى طبقة الصوت بمقدار نصف ثماني أثناء المرحلة المبكرة لعلاج الصوت قد يطلب الأخصائي الإكلينيكي إجراء تجريب على صوت الطفل بطرق مختلفة ليستكشف تجميعات طبقية الصوت والإرتفاعات في الصوت كي يتوصل إلى تحديد لكيفية إنتاج أفضل نوعية من الصوت من الصوت عند هذا الطفل . وعندما يتعرف الطفل على الصوت الجديد يحتاج إلى قدر كبير من الممارسة في تمييز هذا الصوت واستخدامه في المواقف المختلفة التي تتضمن الكلام . كذلك ، يعتبر تدريب الأذن ، وتحسين المهارات العامة للاستماع مظاهر لها أهميتها في التدريبات الصوتية .
غالباً ما تكون تدريبات التنفس هي المظهر الرئيسي الرابع للبرنامج العلاجي لإضطرابات الصوت . يهدف هذا النوع من التدريبات عادة إلى تعويد الطفل على إستخدام تدفق النفس بصورة فعالة أكثر من تدريبه على التزود بالنفس . التنفس لأغراض الكلام لا يحتاج إلى تزود بالهواء بأكثر مما يحتاجه التنفس العادي اللازم للحياة ، إلا أن التنفس لأغراض الكلام يتطلب الضبط والتحكم . توجد الآن تدريبات كثيرة لتحسين معدل الكلام وضبط عملية التنفس أثناء الكلام.
بعد أن يتم تجنب مصادر سوء استخدام الصوت ، وبعد أن يتم تثبيت الصوت الجديد ، يواجه المعالج المهمة الصعبة المتعلقة باستمرار الطفل في الاستخدام الصحيح للأصوات المتعلمة . إن تعود الطفل على الصوت الجديد ، وتعميمه لهذا الصوت في جميع مواقف الكلام يعتبر من أصعب مراحل العمل العلاجي . ربما لهذا السبب كان استمرار نجاح العلاج يتطلب عمل الفريق الذي يضم الأخصائي الإكلينيكي والطفل والمدرس والوالدين وغيرهم ممن هم على صلة وثيقة بالطفل . (شهاب عبد العظيم : 2003 ،45-56 )
التلعثم فى الكلام
تعريف التلعثم :
التعلثم هو نقص الطاقة اللفظية أو التعبيرية ويظهر فى درجات متفاوتة من الأضطرابات فى إيقاع الحديث العادى ، وفى الكلمات بحيث تأتى نهاية الكلمة متأخرة عن بدايتها ومنفصلة عنها أو قد يظهر فى شكل تكرار للأصوات ومقاطع أو إجزاء من الجملة وعادة ما يصاحب بحالة من المعاناة والمجاهدة الشديدتين أى أن التلعثم هو اضطراب يصيب طلاقة الكلام المسترسل وتكون العثرات فى صورة تكرار أو أطالة أو وقفة (صمت) أو إدخال بعض المقاطع أو الكلمات التى لا تحمل علاقة بالنص الموجود ، فمثلاً يقول الشخص – أنا أنا أنا أسمى محمد – أو يقول - أنا أس أس أس محمد – وغالباً ما يصاحب هذا التلعثم تغيرات على وجه المتكلم تدل على خجلة تارة أو تألمه تارة أخرى أو الجهد المبذول لإخراج الكلمات تارة أخرى .
والصورة الإكلينيكية للأعراض تتمثل فى :-
1- الميل للتكرار Reptition : تكرار مقاطع الكلمات مصحوباً بالتردد والتوتر النفسى والجسمى .
2- الإطالة Prolongation : إطالة الأصوات خاصة الحروف الساكنة وهذا العرض أكثر ملاحظة فى كلام المتلعثم .
3- الإعاقات Blocking : والتى يبدو فيها المتلعثم غير قادر على إناتج الصوت إطلاقاً ، بالرغم من المجاهدة والمعاناة . وتبدو تلك الحالة أكثر ما تكون عند بداية النطق بالكلمات أو المقاطع أو الجمل .
4- اضطرابات فى التنفس : وتتمثل فى اختلال فى عملية التنفس مثل استنشاق الهواء بصورة مفاجئة وإخراج كل هواء الزفير . ثم محاولة استخدام الكمية المتبقية منه فى إصدار الأصوات .
5- نشاط حركى زائد : وهى مظاهر ثانوية مصاحبة للتلعثم نجدها فى حركات غير منتظمة للرأس ورموش العين وحركات الفم البالغ فيها وأصوات معوقة مثل آه ..آه وأرتفاع حدة الصوت أو جزء منه بطريقة شاذة وغير منتظمة وارتعاشات حول الشفاة كما يحدث حركات فجائية لا إرادية لليدين أو الرجلين أو جزء من أجزاء الجسم وخاصة فى الرقبة .
6- السلوك التجنبى : ويعكس هذا السلوك رغبة المتلعثم فى تجنب ما يترتب على تلعثمه من نتائج غير سارة ويأخذ أشكالاً مختلفة مثل ما مثير معين كحروف معينة أو كلمات بعينها وكذلك لتجنب المواقف التى ترتبط بها اللعثمة .
7- ردود الأفعال الإنفعالية : كالقلق والتوتر والخوف والعدوانية والشعور بعدم الكفاءة وأحاسيس من العجز واليأس والخجل . وقد تزداد حدة هذه الأعراض بدرجة تعوق المتلعثم عن التواصل مع البيئة المحيطة .
ومن الجدير بالذكر هنا أن هذه الأعراض قد تختلف كثيراً من متلعثم إلى آخر بل وتختلف أيضاً لدى المتلعثم الواحد من حين إلى آخر . وهناك حروف أكثر استثارة لأعراض التلعثم كالباء والتاء والدال والجيم والكاف . ولا سيما إذا كانت فى مطلع الكلمات وتبعاً للمواقف والتى يمر بها المتلعثم .
والتلعثم يعتبر اضطراب ديناميكيا ً غير مستقر مما يجعل ملاحظته وقياسه أمراً جد صعب على المشتغلين فى ميدان اضطراب النطق والكلام . حيث نجد أن الشخص الذى يعانى من التلعثم لا يكون بنفس الدرجة من عدم طلاقة النطق فى جميع الأوقات أو فى جميع المواقف التى تتضمن الكلام وقد يكون لدى الشخص طلاقة عادية فى الكلام لفترة طويلو نسبياً ، كذلك فإن بعض الأشخاص الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم يعانون من اضطراب الطلاقة اللفظية قد لا ينظر الآخرون إليهم على أنهم كذلك وقد يكون العكس هو الصحيح . ولعل مثل هذا التباين الواسع هو الذى أدى إلى صعوبة وجود تعريف للتلعثم يتسم بالشمول . وان كان يمكننا القول أن ما سبق وذكرناه يعد وصفا يتسم إلى حد كبير بالدقة للتعبير عن حالة اضطراب الطلاقة اللفظية .
ومن الجدير بالذكر أن التلعثم يبدأ عادة بشكل تدريجى . ويكون بدايته أثناء فترة الطفولة المبكرة . ويلاحظ أن هذا النوع من اضطرابات النطق تنتشر بين الذكور أكثر مما تنتشر فى الإناث . فقد لاحظ الباحثين أن هذه النسبة قد تصل إلى 3 : 1 لصالح الذكور .
أسباب التلعثم :
هناك العديد من النظريات التى حاولت تفسير أو تقديم تفسيرات يكمن وراءها حدوث حالة التلعثم . ههذ النظريات تنتظم فيما يلى :-
1- نظريات أتخذت من العوامل الوراثية العضوية إطار مرجعياً لها .
2- نظريات أتخذت من العوامل النفسية إطار مرجعياً لها .
3- نظريات اتخذت من العوامل الأجتماعية إطار مرجعياُ لها .
أولاً: نظريات العوامل العضوية / الوراثية Genognic :
منذ عهد ارسطو يسود اعتقاد بأن أسباب حدوث التلعثم تعود إلى بعض العوامل الجسمية أو التكوينينة مثل الخطأ التكوينى فى اللسان أو التلف الذى قد يصييب وظائف المخ مما ينتج عنه عدم القدرة على التنسيق الحركى . ولعل هذه الأعتقادات كانت وراء قيام المعالجين بإجراء جراحات لتقصير طول اللسان لدى المتلعثمين ، ولكن الفشل كان من نصيب الجراحات حيث كان التلعثم يعاود الأفراد الذين أجريت عليهم هذه الجراحات مرة أخرى ..
لقد عرف ارسطو التلعثم بأنه يرجع إلى التفكير بطريقة أسرع من الكلام . ووصفه بأنه عدم قدرة اللسان على الأستمرار فى الحديث دون توقف . وفيما يلى سنعرض لأيرز النظريات التى تناولت ظاهرة التلعثم فى الكلام من منطلق وجهة النظر العضوية / الوراثية :-
(1) نظرية الهيمنة المخية :
ويتخذ أصحاب هذه النظرية من الحقائق التالية تأييداً لنظريتهم ، حيث لوحظ ان كثيرا ً من المتلعثمين كانوا من أصحاب اليد اليسرى وبدأت مظاهر التلعثم عند الغالبية منهم فى الوقت الذى دفعوا فيه دفعاً إلى استخدام اليد اليمنى فى تناول الطعام والكتابة وما إلى ذلك . وكثيرون تحسنوا بمجرد عودتهم إلى استخدام اليد اليسرى مرة أخرى .
(2) النظرية البيوكيميائية :
وترجع التلعثم إلى اضطرابات فى عملية الأيض ( الهدم والبناء ) ,,,,bolism وفى التركيب الكيميائى للدم .
(3) النظريات النيورفسيولوجية :
والتلعثم وفق هذه النظرية ينشأ نتيجة مرض عصبى عضلى حيث لوحظ أن المتلعثمين يكون لديهم التوصيل العصبى فى أحد الجانبين أبطأ من التوصيل فى الجانب الآخر . وبذلك لا تستخدم عضلات النطق كلها بكفاءة أو فى تناسق أى أن التلعثم ينشأ من التأخير فى الأنفية العصبية . ولقد وجد من يذهبون هذا المذهب دليلاً يؤيد وجهة نظرهم وهذا يتمثل فى أن الإناث تكون لديهن عملية الأنفية العصبية أفضل من الذكور فى العادة .. وهن أقل أصابة من الذكور بالتلعثم وبالذات فى المرحلة العمرية من 2 : 4 سنوات وهى الفترة الى عادة ما يبدأ فيها اللتعثم لدى الأطفال .
هذا ومن ناحية أخرى هناك وجهة نظر يرى أن التلعثم هو نوع من الخلل فى ضبط التوقيت ينتج عن تأخر " التغذية المرتدة السمعية " مما يؤدى إلى اضطراب فى تتابع العمليات اللازمة لإنتاج الصوت .
وفضلاً على ذلك هناك نظرية أخرى ترى أن محور التلعثم يكمن فى خلل يصيب الأداء الوظيفى للحنجرة فى المواقف التى تسبب التوتر وتقرر هذه النظرية أن الثنايا الصوتية تظل مفتوحة ومن ثم تعوق إصدار الأصوات اللازمة للكلام . لكى يتغلب الفرد على الثنايا الصوتية المفتوح فإنه يقوم بالضغط على هذه الثنايا بواسطة الشفتين واللسان والفك وإجزاء أخرى من الجسم ثم تصبح هذه الأستجابات جزءاً من السلوك الذى نطلق عليه التلعثم فى الكلام .
ثانيا ً: النظريات النفسية :
تشير أغلب مظاهر التلعثم إلى ضرورة إرجاعها إلى عوامل نفسية ، فالمتعلثم يتحدث عادة ويقرأ بطلاقة عندما يكون بمفرده ، ولكنه يتلعثم إذا كان إمام الأخرون أو إذا تخيل نفسه يتحدث معهم . وكثيرون من المتلعثمون ينطقون الكلام صحيحاً واضحاً إذا كانوا يغنون . والجدير بالذكر أن الباحثين الذين ارجعوا حدوث التلعثم إلى عوامل نفسية قد ذهبوا فى هذا مذاهب شتى حيث نجد أن :
(1) إن هناك فريق يرى ان التلعثم نتاج سوء توافق الشخصية .
(2) بينما يرجع فريق أخر التلعثم لصراعات بين رغبات متعارضة .
(3) التلعثم ما هو إلا سلوك متعلم .
1. التلعثم نتاج لسوء التوافق :
وفيه نجد أن التلعثم صورة من صور ميكانيزم الأنسحاب الراجع إلى الأحساس بالدونية ، فإن المرء إذا أحس انه دون غيره قد يحجم أو يتردد فى ان يتكلم كما لو كان متوقعاً من المستمعين أن يردوه عن الكلام ومن هذا ينشأ الكف الذى يتسرب إلى عمليات النطق .
2. التلعثم وفق نظرية التحليل النفسى :
هو اضطراب عصابى يرجع إلى تثبيت اليبيدو على مراحل من التكوين القبل تناسلى . فالتلعثم هو التعبير عن الميول العدوانية والتى يخشى الفرد التعبير عنها أو عن رغبات لا شعورية مكبوتة تتسم بقدر كبير من العدوان . ** ويمكننا أن نجمل ما سبق فى القول بأن المتلعثم يشعر ان الكلمات بوسعها أن تقتل ومن ثم يتوقف عن الكلام حتى لا تتفجر عدوانية .
3. التلعثم والسلوكية :
1- نظرية التوقع :
التلعثم من وجهة النظر السلوكية هو سلوك متعلم ، كما نا الكلام نفسه سلوك متعلم . فالتلعثم سلوك تجنبى آلى ، الهدف منه الحد من أحاسيس القلق المرتبطة بمواقف عدم الطلاقة . والقلق قد يكون أحد نوعين ، أما قلق ينشأ عن الخوف من الكلام فى مواقف كلامية معينة . أو قلق مرتبط بالكلمة ومثيرات لفظية فى طبيعتها . تتضمن كلمات معينة وإشارات مرتبطة بها وتدخل تحت هذا النوع من المثيرات الخصائص الشكلية للكلمة المنطوقة .
2. نظرية صراع الإقدام – الإحجام :
ترى هذه النظرية التلعثم هو نتائج للصراع بين رغبتين متعارضتين الكلام ونقيضه الصمت . ويمثل صراع الإقدام – الإحجام لب مشكلة التلعثم فى الكلام ، فالمتلعثم يتأرجح بين رغبته فى الكلام تحقيقاً للأتصال وبين رغبته فى الصمت خوفاً من التلعثم . ويعنى ذلك أن كلا من الكلام والصمت يتضمن بالنسبة للمتلعثم قيماً إيجابية وأخرى سلبية . إذا اتخذ المتلعثم جانب الصمت (الإحجام) فمعنى هذا أنه قد تخلى عن الأتصال وبالتالى شعوره بالمعاناة من الأحباط والذنب . أما إذا اتخذ المتلعثم جانب الكلام (الإقدام) وتحقق الأتصال – وبالتالى حدوث التلعثم – أدى إلى شعوره بالمعاناة من الخجل والذنب .
إن الرغبة فى الكلام تمثل تحقيق التوصل اللفظى ، ولكن فى الوقت نفسه تحمل تهديداً بحدوث التلعثم فى الكلام . أما الصمت فيمحو مؤقتاً التهديد المتضمن فى الكلام . ولكنه يحمل الضرر الناتج عن التخلى عن التواصل وما يصاحبه من إحباط . ووفقاً للنظرية الشرطية فإن الصمت يصبح بمثابة إشارة تعمل على استثارة القلق لدى المتلعثم .
3. التلعثم استجابة شرطية :
إن التلعثم هو الفشل أو الأضطراب فى الطلاقة اللفظية نتيجة اقتران حالة انفعالية لبعض المواقف الكلامية والتى عمت بعد ذلك فأصبح الكلام بوجه عام عملية غير مأمونة العواقب تماماً . ويلاحظ أن التدعيم الإيجابى لا يتحقق فى تلك الحالة بل العقاب "الفشل فى الطلاقة " ومن ثم بات المتلعثم على يقين أن كل محاولة للحديث سوف يتبعها الفشل الأكيد فى الطلاقة اللفظية . أى ان التلعثم وفق وجهة النظر هذه هو الفشل فى الطلاقة الناتج عن حالة انفعالية تصبح مرتبطة بالكلام وبالمثيرات الكلامية نتيجة لعملية الأقتران الشرطى .
ثالثاُ : النظريات الأجتماعية (العوامل البيئية / الاجتماعية ) :
1. النظرية التشخيصية : " نظرية جونسون "
هناك بعض العوامل التى تكمن فى البيئة الأسرية تسهم بصورة مباشرة فى ظهور التلعثم لدى صغار الأطفال ، وتتمثل فى العقاب واللوم من قبل الوالدين تجاه الطفل أو وضع معايير قياسية ينبغى أن يصل إليها فى الطلاقة اللفظية . فالتلعثم وفق هذه النظرية "يبدأ فى أذن الأم لا فى فم الطفل "
**وتقوم تلك النظرية على ثلاث افتراضات منفصلة نعرضها فيما يلى :
(1) إن الوالدين هم أول من يشخص التلعثم وينتبه إليه لدى الطفل .
(2) ما شخصه الوالدان على أنه تلعثم فى الكلام إنما هو لعثمة عادية وخاصية للكلام لدى غالبية صغار الأطفال .
(3) ظهور التلعثم عند الأطفال ونموه لديهم غالباً ما يكون بعد تشخيص الوالدين وليس قبله وكنتيجه لهذا فإن تبنى الطفل وتوجيهات والديه بشأن كلامه المتعثر تكونت لديه مشاعر من القلق والتوتر والخوف من الفشل فى نطق الكلمات ومن ثم بات متلعثماً .
2. نظرية صراع الدور :
ترى هذه النظرية أن التلعثم هو اضطراب فى التقديم الاجتماعى للذات . فالتلعثم ليس اضطراباً كلامياً بقدر ما هو صراع يدور بين الذات والأدوار التى تلعبها ويدلل أصحاب هذه النظرية على هذا بإن معظم المتلعثمين يتحدثون بطلاقة معظم الوقت كما أن التلعثم يختلف فى طبيعته عن اضطرابات الكلام الأخرى مثل الخنف حيث يكون الأضطراب حينئذ ومستمر مع الفرد طول الوقت .
ووفقاً لمفهوم (الصراع الدور – الذات) فإن التلعثم يختلف تبعاً لمتغيرين رئيسيين :
الأول : الذات : ويقصد به الكيفية التى يدرك بها المتلعثم نفسه فى الموقف الاجتماعى المتطلب الحديث .
أما الأخر : فهو الدور : ويشير إلى الكيفية التى يتم بها إدارك الأخر كمستمع .
وهناك ثلاث أوضاع للمتلعثم تتباين تبعاً لها درجة التلعثم :
1- تزداد شدة التلعثم إذا ما كان المتلعثم أقل وضعاً من المستمعين .
2- التلعثم يكون معتدلاً إذا ما تحدث مع شخصية مماثلة له .
3- يختفى نسبياً فى المواقف المتضمنة تقييم إيجابى للذات .
هذا ويمكننا القول إن العوامل البيئية تعجل من تكوين مشاعر القلق وانعدام الأمن فى نفوس الأطفال وتتمثل فى إفراط الأبوين فى رعاية طفلهما ، تدليله ،محاباة طفل وإيثاره عن الآخرين ، افقتار الطفل إلى رعاية أبويه ، التعاسة والشقاء العائلى ، الأخفاق فى التحصيل الدراسى . وبعد كل هذه العوامل السابقة تؤدى ببعض الأطفال إلى التلعثم فى الكلام .
وبناء على ما تقدم ، فإنه بالرغم من تعدد النظريات التى حاولت تفسير أسباب حدوث التلعثم فى الكلام ، فإنه يمكننا القول إن ظارهرة التلعثم فى الكلام تحدث نتيجة عوامل متداخلة ومتشابكة هذه العوامل هى عوامل عضوية ونفسية واجتماعية وهى تمثل وحدة دينامية وتعد المسئولة عن حدوث التلعثم وليس عامل بمفرده .
هذا إلا أن البعد النفسى (العامل النفسى) سيظل هو – العلة الأساسية – أو العلة الكافية –(كما يقولها المناطقة) سيظل هو الأساس الذى تتأثر به كافة العوامل وتؤثر فيه أيضاً بعد ذلك . بمعنى ان هناك كثيراً من الأفراد يتوفر لديهم من الأستعداد الطبيعى (الجبلى) ما قد يسبب التلعثم ، غير أنهم لا يعانون من التلعثم نظراً لغياب العوامل الأخرى المهيأة وهى فى حالتنا هذه العوامل النفسية .
استراتيجيات التشخيص :
لما كانت الأختبارات التشخيصية للكشف عن حالات التلعثم تعتبر محدودة للغاية فإن قدراً كبيراً من المسؤلية يقع على عاتق الأخصائى النفسى الإكلينيكى فى تصميم وسائله الخاصة لتقييم ووصف المظاهر الخاصة لسلوك التلعثم . وبوجه عام ، فهو يحتاج أن يحدد ما إذا كانت هناك حالة حقيقية من التلعثم ام أن ما يظهر على الطفل مثلاً لا يتعدى مجرد كونه نوعاً من عدم الطلاقة يعتبر نمطياً بالنسبة لعمره الزمنى . هذا ويفضل إجراء الفحوص الطبية لجهاز النطق والتأكد من أن الحالة لا تعانى من أى اضطراب عضوى فى وظائف المخ . ويمكن للأخصائى بداية أن يستخدم اختبار بندر جشطلت للتعرف على وجود اضطراب عضوى لدى الحالة . فإذا كان الطفل يعانى من حالة تلعثم حقيقية يجب البحث عن الكيفية التى بدأ بها ظهور مشكلة التلعثم لديه والطريقة التى تطورت بها ويتم ذلك من خلال الدراسة المفصلة للتاريخ التطورى للحالة .
كذلك التعرف على مستوى القدرة العقلية العامة بالأستعانة بالمقاييس والأختبارات العقلية المناسبة للمستوى العمرى والتعليمى . علاوة على تطبيق بعض الأختبارات الشخصية التى تمكن الأخصائى من الوقوف على سمات شخصية التلعثم ومستوى التوافق النفسى الأجتماعى لديه والكشف عن المشكلات التى قد يعانى منها المتلعثم بشكل عام . هذا وهناك عدة أختبارات قد تصلح للأطفال الصغار وأخرى للكبار نذكر منها :
& اختبار بينية للذكاء الصورة الرابعة .
& اختبار رسم الرجل لـ جود انف .
& اختبار الشخصية للأطفال .
& اختبار رسم الأسرة المتحركة K.F.D .
& اختبار تفهم الموضوع للصغار C.A.T .
& اختبار تفهم الموضوع للكبار T.A.T .
& اختبار الرسم الحر .
وكدلالات إضافية فإنه يجب على الأخصائى النفسى الإكلينيكى أن يحدد أشكال عدم طلاقة النطق من ناحية واللزمات الثانوية المرتبطة بها من ناحية أخرى وذلك باستخدام أنواع مختلفة من مواد القراء ، أو مواقف مختلفة تتطلب الكلام . الأمر الذى يساعد على تحديد درجة حدة التلعثم وكذلك ثبات التلعثم ( أى ميله للحدوث فى نفس الكلمات ) وإمكانية تقليل حالة التلعثم ( أى تناقص حالة المتلعثم ).
وتستخدم هذه المعلومات بالإضافة إلى نتائج الأختبارات التشخيصية العامة فى تقدير حدة الاضطراب لدى المتلعثم والطريقة التى تطورت بها الحالة وتحديد البرنامج العلاجى الذى يناسب كل هذه الظروف .
الأساليب العلاجية :
يوجد من المداخل العلاجية للأضطراب التلعثم بقدر ما يوجد من نظريات فى تفسير هذا الأضطراب . ورغم هذا التباين الواسع فى الأساليب العلاجية . فإن معظم برامج العلاج توجه نحو الحالات المتقدمة عند المراهقين والراشدين الذين تكون قد تطورت لديهم أعراض ثانوية واضحة ومشاعر سلبية قوية تجاه حالة التلعثم لديهم .
ويتركز العلاج على تخفيف الأثارة المصاحبة لعدم طلاقة الكلام وهو ما يشعر به المريض إذاء المواقف التخاطبية من خوف وكبت وتوتر وشعور بالأثم والعدوانية ، وهذه الطريقة من العلاج لا توجه أهتمامها أساساً إلى العرض وقتياً ، وأنما المبدأ الأساسى للعلاج هو عدم تفادى التلعثم وقبوله مع التركيز على تنميته بربطه بالأفكار السلوكية الغير مرئية والشخصية لدى المريض . ومن هذا المنطلق نجد أنه فى الأطوار البسيطة لنمو الفرد ( الأطفال غالباً ) لا يتركز العلاج على الطفل وعرضه ولكن على البيئة المحيطة به كى تقبلعرضه وتنصت إليه وتشجعه على كل محاولاته التخاطبية وفيما يلى نعرض لأحد هذه الأساليب العلاجية ألا وهو العلاج النفسى الكلامى .
العلاج النفسى الكلامى Speech Psychotherapy :
للعلاج النفسى الكلامى طرق عدة وهى متداخلة فيما بينها وتهدف إلى مساعدة المتلعثم على مقاومة تلعثمه وزيادة الثقة بنفسه وكفاءتها ، دون لفت الأنتباه لحالة التلعثم لديه . ومن هذه الطرق " الأسترخاء الكلامى " والذى فيه يكون الأهتمام منصب حول هدفين : الأول : هو التخفيف من الشعور بالاضطراب والتوتر أثناء الكلام والآخر : هو إيجاد ارتباط بين الشعور والراحة والسهولة أثناء القراءة وبين الباعث الكلامى ذاته .
والجدير بالذكر ، أن هناك استمارة تمارين خاصة تبدأ بالحروف المتحركة ثم بالحروف الساكنة ثم تمرينات على كلمات متفرقة لصياغتها فى جمل وعبارات وعادة تقرأ الأحرف والكلمات والجمل بكل هدوء ، واسترخاء حيث يبدأ الأخصائى بقراءة هذا أولاً ... ثم يطلب من المتلعثم تقليده بنفس الطريقة والنغمة يلى ذلك تمرينات على شكل أسئلة بسيطة تؤدى على نحز يتسم بالهدوء .
ولما كان التحسن لدى المتلعثم بطريقة الاسترخاء الكلامى وقتياً فإنه يفضل الاستعانة بطريقة أخرى تعتمد على ما نطلق عليه تعليم الكلام من جديد ، والذى يتم من خلال تمرينات يكون الهدف منها تشجيع المتلعثم على الأشتراك فى إشكال مختلفة من المحادثات مثل المناقشات الجماعية وبخاصة إذا ما تمت هذه المناقشات بشكل حر دون رقابة .
ومما يزيد من فاعلية طريقة الاسترخاء الكلامى أن تدعم بتدريبات على الاسترخاء الجسمى وبعض التمارين الرياضية وبخاصة التدريبات على التنفس .
طريقة تمرينات الكلام الإيقاعى :
تعتمد هذه الطريقة على الحركات الإيقاعية والتى يكون الهدف منها هو صرف انتباه المتلعثم عن مشكلته وتؤدى فى نفس الوقت إلى الأحساس بالارتياح النفسى ومن هذه الحركات الإيقاعية : نذكر النقر بالأقدام ، النقر باليد على الطاولة ، الصفير ، الخطوات الإيقاعية .
وتفيد هذه الطريقة مع طريقة القراءة الجماعية أو الكورس فى حالات التلعثم لدى الأطفال حيث تكون طريقة مسلية للطفل المتلعثم أن يبتعد عن مشكلته الحقيقية وتجعله يندمج مع الآخرين فى وضع لا يميزه عنهم . هذا إلا أن هذه الطريقة لا يفضل الأعتماد عليها كلية ذلك لأنها تسحب كثيراً من الطاقة العقلية الموجهة لعملية النطق ذاتها فتنتج حالة استرخاء مما يسهل معها إنتاج الكلام ويمكن توضيح هذا الأمر إذا ما أخذنا فى الأعتبار إن المتلعثم يكون عادة موزعاً فكرة بين حدوث التلعثم وحركات النطق لهذا كان محتملاً أن الأنتباه الجزئى لحركة جديدة يحرر أجهزة النطق من تركيز الأنتباه عليها أو فيها . ولكن وجه الخطأ فى هذا أن العلاج ينصب على العرض دون السبب الأصلى للتلعثم . وما دام السبب موجوداً دون معالجة فعلية له فإن الأنعكاس محتمل الظهور فى أى وقت .
طريقة النطق بالمضغ :
وتهدف إلى استبعاد ما علق فى فكر المتلعثم من أن النطق والكلام بالنسبة إليه صعب وعسير ، وفيها يبدأ المعالج بسؤال المتلعثم عن إمكانه إجراء حركات المضغ ، ثم يطلب منه أن يقوم بحركات المضغ بهدوء وسكون ، وبعد ذلك يطلب منه أن يتخيل أنه يمضغ قطعة طعام ، وعليه أن يقلد عملية مضغ هذه القطعة وكأنه فى الواقع ، فإذا تمكن من ذلك يطلب منه أن يحدث لعملية المضغ صوتاً فإذا وجد صعوبة أو شعر بالخجل من ذلك على المعالج أن يحدث نفس العملية أمامه ، وبعد ذلك يوجه للمتلعثم بعض الأسئلة بصحبة نفس الأسلوب من المضغ مثل : ما اسمك ، ما اسم والدك ، عنوانك ، اسم اخوتك ، ومدرستك وما إليه ... إلخ ، وتدريجياً يجعل المعالج المتلعثم يجيب عن هذه الأسئلة بأسلوب النطق بالمضغ .
وهذه الطريقة تفيد فى تحويل انتباه المتلعثم وتجعله ينطق الكلمات بهدوء يتناسب مع عملية المضغ كذلك فإنها تسهم فى التخفيف من مشاعر الخوف فيما يتعلق ببعض الكلمات حيث يتلخص المتلعثم منها من خلال محاولة نطقها ومضغها .
استخدام الغناء والموسيقى :
لما كانت حالة التلعثم غالباً ما يصاحبها اضطراب وتوتر فإن الأستعانة بالغناء والموسيقى يساعد كثيراً فى تخفيف حدة التوتر حيث أنهما يعودان المتلعثم على احترام الإيقاع عند ترديد الغناء .
( إيناس عبد الفتاح ، 2002 ، 1 : 12 )
للتعمق في الموضوع ينصح بقراءة الكتب التالية
إيناس عبد الفتاح (2002) : التلعثم فى الكلام ، استراتيجيات التشخيص والعلاج النفسى الكلامى ، ط1، مكتبة المهندس القاهرة .
شهاب عبد العظيم (2003) : برنامج تدريبى لأسر ذوى الأحتياجات الخاصة عن نشأة اللغة عند الطفل ، المؤتمر الثالث للجمعية الخليجية للإعاقة ، قطر ،14-16 يناير .
عبد العزيز الشخصى (2002) : اضطرابات النطق والكلام ،ط1، شركة الصفحات الذهبية المحدودة ، الرياض