بعدما تجاوزت الحادثة المأساوية التي أدت إلى وفاة المهاجم الكاميروني ألبير إيبوسي، السبت الفارط 23 أوت، بعد نهاية المباراة الكلاسيكية التي جمعت ما بين شبيبة القبائل واتحاد الجزائر بملعب أول نوفمبر إطارها الرياضي، بدأت هذه القضية تأخذ أبعادا أخرى، قد تستغلها بعض الأطراف من أجل الإساءة إلى سمعة الجزائر.
وتعتبر التصريحات الأخيرة لمدلل الكرة الكاميرونية النجم صامويل إيتو ومطالبته جميع اللاعبين الكاميرونيين الذين ينشطون في البطولة الجزائرية بمغادرة أنديتهم في الجزائر والعودة على جناح السرعة إلى الكاميرون، وهذا احتجاجا على وفاة مواطنهم ألبير إيبوسي من بين أولى تداعيات هذه القضية التي ستؤثر كثيرا في سمعة كرة القدم الجزائرية على الصعيد الدولي، وهذا بالنظر إلى مكانة النجم الكاميروني الذي تعتبر تصريحاته بمثابة رصاصات قاتلة.
كما ينتظر أن يستجيب اللاعبون الكاميرونيون الذين ينشطون في الجزائر لدعوة الاتحادية الكاميرونية التي طلبت منهم مرافقة جثمان مواطنهم إيبوسي إلى الكاميرون، في وقت شككت الحكومة الكاميرونية في الأوضاع الأمنية بالجزائر واستفسرت من لاعبيها عن الظروف التي يعيشون فيها في الجزائر وعلاقاتهم مع الأندية التي يلعبون لها.
إلى ذلك، هناك مخاوف أن تكون لهذه القضية تبعات أخرى مع اللاعبين الأفارقة من جنسيات أخرى الذين ينشطون في البطولة الوطنية، حيث كانوا بدورهم أبدوا تأسفهم ومخاوفهم في نفس الوقت من تكرار سيناريو الاعتداء الذي أودى بحياة الشاب إيبوسي.
في نفس السياق، استغلت بعض الجهات هذه الفرصة من أجل تضخيم الأمور وتهويلها وهذا من خلال بث أخبار غير صحيحة، على غرار الموقع الرياضي المغربي "البطولة" الذي أكد بأن الجزائر تشهد فرارا جماعيا للاعبين الأجانب الذين ينشطون في البطولة الوطنية بمن فيهم اللاعبون العرب وهذا خوفا على حياتهم.
من جهة أخرى، تأتي الخرجة الإعلامية لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف ساب بلاتير لتضع الجزائر في موقف حرج كانت في غنى عنه، سيما بعد الصورة الجميلة التي كان رسمها في مونديال البرازيل جوان الفارط المنتخب الوطني وأنصاره عن الجزائر والجزائريين.
حيث أعرب بلاتير في الرسالة التي بعثها إلى الاتحادية الجزائرية عن حزنه للوفاة المأساوية للاعب الكاميروني ألبير إيبوسي، مشجبا فيها كل أنواع العنف والعنصرية مؤكدا على ضرورة فرض عقوبات مثالية.
ولسوء حظ الجزائر، من الممكن أن تعكّر هذه الحادثة على صفو علاقات الصداقة المميزة التي تربط ما بين رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) الكاميروني عيسى حياتو ورئيس الفاف محمد روراوة، سيما وأنها تتزامن مع رغبة الجزائر في تعويض ليبيا في تنظيم كأس إفريقيا 2017 التي قد تتأثر بسبب وفاة إيبوسي المأساوية. وهي الوضعية التي تحاول استغلالها بعض البلدان لسحب البساط من تحت أرجل الجزائر في تنظيم "كان" 2017 على غرار مصر، مالي، غانا، إثيوبيا.