تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق   بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق Emptyالأربعاء 15 مارس - 17:05

بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق





القَصْر" في اللغة، وفي اصطلاح البلاغيِّين.
ثم ننتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أسلوب القصْر، ما بين دلالة معنى القصْر في اللُّغة، وبين معناه في اصطلاح واتِّفاق علماء البلاغة، على ما هي العادة عندنا في دراسة المصطلحات العلميَّة في علوم اللغة العربية، وفي علوم الشريعة: أن نبدأ بتحديد دلالة المصطلح في اللُّغة، ودلالته عند علماء علمٍ معيَّن. ونحاول بعد ذلك أن نربطَ ما بين الدِّلالة اللُّغويَّة والدلالة الاصطلاحيَّة. 
ولنبدأ بالحديث عن:
دلالة معنى "القَصْر" في اللغة:
فقد جاء حديثُ ابنِ منظور المصريِّ في معجم "لسان العرب" عن مادَّة: "ق ص ر"، جاء حديث ابن منظور عن هذه المادة واسعاً فضفاضاً، سوف نكتفي منه بما يمُتُّ لموضوعنا بصِلة قويَّة، لأن المادّة لها معانٍ كثيرةٌ جدّاً أفاض فيها ابن منظور. سوف ننتقي من هذه المعاني ما يتَّصل بالمعنى الاصطلاحي عند علماء البلاغة. 
فمن المعاني التي لها صِلة قوية بالمعنى المصطلح عليه عند علماء البلاغة:
أوّل هذه المعاني: "القصْر" في اللغة بمعنى: المنع والحبس. يقول ابن منظور في مادة "ق ص ر": ومن معنى "القصْر": الحَبْسُ، لأنَّك إذا بلغتَ الغايةَ: حَبَسَتْك. وفي حديث معاذ -رضي الله عنه- -هذا كلام ابن منظور-: "فإنَّ له ما قَصر في بيْته" أي: ما حبس في بيته. 
ويقول ابن منظور أيضاً: وفي حديث أسماء الأشهليَّة: "إنَّا معشر النِّساء محصوراتٌ مقصوراتٌ" أي: محبوسات.
وقال تعالى في (الرَّحمن 56): {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}. {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} بمعنى: حابسات أعينهنَّ على أزواجِهنّ، لا ينظرنَ إلى أحد غيرِهم؛ وهذا في أوصاف نساء أهل الجنة. 
ويقول ابن منظور: امرأةٌ قاصرة الطرف أي: لا تمدُّه إلى غير بعلها. أي: لا تمدُّه إلى غير زوجها. 

ويقول ابن منظور: قصَر الشيءَ يقصُره قصراً: حبَسه. قال تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} (الرحمن 72). {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} أي: محبوسات في خيام من الدّر -أي: اللؤلؤ-، مُخَدَّرات على أزواجهنَّ في الجنات. 
يقول ابن منظور: قال الفراء في تفسير "مقصورات": قُصِرن على أزواجهنَّ، أي: حُبسْن فلا يُردنَ غيرَهم، ولا يطمحْن إلى مَن سواهم.
فصفات أهل الجنة غير صفات أهل الدُّنيا؛ فالمرأة في الجنة لا تنظر إلا إلى زوجها، ولا تطمح إلى غيره، لأنَّه في نظرها أجملُ من غيره، أو هو الأجمل على الإطلاق.
هذا المعنى الأوّل الذي له صِلة بالمعنى الاصطلاحي، معنى: المنع والحبس. فلنتذكَّر هذا المعنى، لأننا سوف نجِده موجوداً في التعريف الاصطلاحي لأسلوب القصر.
المعنى اللغوي الثاني الذي له صلة بالمعنى الاصطلاحي هو: الإيجاز. فالمعنى الأوّل: المنع والحبس. 
والمعنى الثاني: الإيجاز. 
ومن أبرز المعاني اللغوية لمادة "ق ص ر" ما يُفيد الإيجازَ الذي يمتاز به القصر الاصطلاحيُّ في أكثر صُوَره. 
عندما ندرس القصر عند علماء البلاغة، أو في اصطلاح علماء البلاغة فإنَّنا سوف نجدهم يقولون: إنَّ جملة القصْر في قوة جملتيْن: جملة مثبتة وجملة منفيّة. جملةُ القصر في قوة جملتيْن.
ومعنى أن تؤدِّي جملةٌ معنى جملتيْن: أنَّ هذه الجملةَ الَّتي تؤدِّي معنى الجملتيْن فيها إيجازٌ. أي: أنها قليلةُ اللفظ واسعةُ المعنى.
وقد جاء في "لسان العرب": "القَصْرُ والقِصَر في كل شيء خلاف الطّول"، وهذا يعطيك معنى الإيجاز في المعنى اللُّغوي.
ويقولون أيضاً: "قصَر قيْد بعيره، قَصراً"، إذا ضيَّقه أي: لم يطوِّله. وهذا أيضاً معنى الإيجاز في المعنى اللغوي.
وجاء في الحديث -كما يقول ابن منظور-: أن أعرابيّاً جاء إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: عَلِّمني عملاً يُدخلني الجنة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لئن كنتَ أقصرتَ الخطبة، لقد أعرضتَ المسألة)). 
((أقصرتَ الخطبة)) أي: قلتَ القليل الموجز. 
و((أعرضتَ المسألة)) أي: طلبتَ شيئا جليلاً يُنقذ من النار.
إذاً فالمادة هنا في الاستعمالات الأخيرة، تدور حول معنى الإيجاز؛ فيكون -الآن معنا- معنيان في استعمالاتها: 
- المنع وهو: الحبس. 
- والمعنى الثاني هو: الإيجاز.
- وأما المعنى الثالث من معاني "القصْر" في اللغة، فهو: الجبْر والقوّة. يقول ابن منظور: "قصَره على الأمر قصراً" أي: ردَّه إليه جبراً. 
ويقول ابن منظور: وفي حديث إسلام ثمامةَ: ((فأبى أن يُسلم قصْراً، فأعتقه)) أي: أبى أن يُسلم حبساً وإجباراً. 
يقول ابن منظور: ويقال: "قَصرت نفسي على الشيء"، إذا حبستها عليه وألزمتها إيَّاه؛ هذا معنى: الجبر والقوة. وقيل: أراد قهراً وغلبةً. قصَرت نفسي أي: قهرتها وغلبتُها على الشيء، من القسْر بـ"السين"، فأُبدلت "السين" "صاداً". 
كما يقول ابن منظور، يقول: وهما -أي: "السين" و"الصاد"- يُتبادلان في كثير من الكلام. ومن الأوَّل: الحديث: ((ولتقصُرُنَّه على الحقِّ قصراً)) أي: لتقسِرُنَّه ولتُجبِرَنّه عليه بالقوّة. 
فإذاً، المعنى الثالث من المعاني اللغوية التي لها صِلة بالتعريف الاصطلاحي عند علماء البلاغة، معنى: الجبر والقوة.
وسوف نرى بعد ذلك أن جملة القَصْر، من الجمل التي تؤكِّد المعنى وتقرِّره في الذِّهن، أي: أنَّ فيها قوة. 
- أمّا المعنى الرابع الذي له صلة بالتعريف الاصطلاحي، فهو معنى: المنزل. يقول ابن منظور: و"القَصْر" مِن البناء معروف. 
ويقول أيضاً: قال اللحياني -وهو من علماء اللغة-: "القصْر" هو: المنزل. وقيل: هو كلُّ بيت من حَجر؛ وإنَّما سُمِّي بذلك -أي: البيت من الحجر سُمي: "قصْراً"- لأنَّه تُقصر فيه الحُرُم -أي: النِّساء- أي: تُحبس.
وهكذا نرى مفهوم "القصْر" الاصطلاحي -على ما سوف نبيِّنه- مصوَّراً في الحياة الواقعية تصويراً دقيقاً يوضّح معناه. فبيْن "القصْر" الاصطلاحي -على ما يأتي- و"القصْر" بمعنى المنزل شَبَه كبير، لأنَّ المنزل له سورٌ وباب، والقصْر فيه نفي وإثبات. المنزل له سُور وباب يحمي مَن في داخله ويمنع الأغرابَ من الدُّخول. إذاً فيه إيجاب وفيه نفي: يحمي من في الداخل ويمنع؛، هذا معنى النفي والإثبات. 
و"القصر" أيضاً بالمعنى الاصطلاحي فيه نفي وإثبات، لأننا قلنا: إنَّ جملة القصر في قوة جملتيْن: مثبَتة ومنفيّة. فالمنزل يحبسُ ما فيه على مَن فيه، والقصر الاصطلاحيُّ يحبس معنىً أو أمراً على أمرٍ آخَر، ويمنع غيره أو وينفي غيره.
كانت هذه المعاني الأربعة، وهي: الحبس والمنع، والمعنى الثاني: الإيجاز، والمعنى الثالث: الجبر والقوة، والمعنى الرابع: المنزل، هذه بعض المعاني التي جاءت في كلام العرب في مادة "ق ص ر".
وبعد هذا ننتقل إلى القصْر عند علماء البلاغة، أو:
"القصْر" في اصطلاح البلاغيِّين: 
فقد عرَّفوه بقولهم: "هو تخصيصُ شيءٍ بشيءٍ، بطريقٍ مخصوصٍ".
الشَّيء الأوَّل في قولهم: "هو تخصيصُ شيءٍ" يُراد به: المقصور. 
وأمّا الشيء الثاني في التعريف "تخصيص شيء بشيء" المراد به: المقصور عليه. 
وأمّا الطريقُ المخصوصُ فهو: أدواتُ وأساليب القصْر أو وسائل القصْر. والمراد بقول البلاغيِّين: "تخصيص شيء بشيء، بطريق مخصوص" هو: تخصيص الشيء بالشيء، بمعنى إثبات أحدِهما للآخر ونفْيه عن غيره. 
إذاً، جملة القصْر فيها: إثبات شيء لشيء. وفيها أيضاً: نفيُ شيء عن شيء.
وبهذا إذاً تكون جملة القصر في قوة جملتيْن -كما قلنا-. وبذا أيضاً يكون القصْر طريقاً من طُرق الإيجاز، ويكون الإيجازُ من أهمِّ أغراض القصْر.
وقد يصرّح في القصْر بالجملتيْن معاً، أي: المثبَتة والمنفيّة؛ وهذا خاصٌّ بطريق واحدة من طُرق القصْر، وهي: طريق العطف بـ"لكن"، و"بل"، و"لا"؛ ففي هذه الطريق وحْدها يُنصُّ على المثبَت والمنفي، وأمّا في غيرها من الطُّرق الأخرى، فالذي يكون منطوقاً قد يكون المثبَتَ، وهذا هو الغالب.، وأمّا المنفيّ فمفهومٌ من الكلام. 
وفي بعض الأحوال قد يكون المنطوق هو المنفيُّ، وأما المفهوم من الكلام فهو المثبَت، على ما سوف يأتي لنا في تفاصيل طُرق القصر.
إذاً: الإيجاز من أهمِّ أغراض القصْر، ما دامت جملة القصْر في قوّة جملتيْن.
ومن أغراض القصْر أيضاً: أنه قد يُقصد به تمكين الكلام وتقريره وتمكينه في الذهن، لدفْع ما فيه من إنكار أو شك. وهذه المزايا إنَّما هي متوفِّرة في الطُّرق الاصطلاحيَّة للقصْر التي سوف نتحدّث عنها فيما بعد.
ونعود مرة أخرى إلى التَّعريف الاصطلاحيِّ عند علماء البلاغة لـ"القصْر". هو: "تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص". فعندما نقول مثلاً: "زهير شاعر لا كاتب"، زهير بن أبي سُلمى أحد الشعراء الكبار، ومن شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي. 

عندما نقول: "زهير شاعر لا كاتب"، فإننا في هذه الجملة قد خصَّصنا زهيراً بصفة الشِّعر. هذا هو المنطوق به في الجملة الأولى: "زهير شاعر". ثم نَفيْنا عنه صفةً أخرى وهي صفة الكتابة؛ فزهير شاعر لا كاتب. زهير مقصور، والشعر مقصور عليه. وطريقة القصر أو أداة القصر هنا هي: "لا" العاطفة.
وقول البلاغيِّين في التَّعريف: "بطريق مخصوص"؛ قيَّدوا التَّعريف بقولهم: "بطريق مخصوص"، لكي يَخرج كلُّ ما أفاد القصر بغير تلك الطرق المخصوصة، لأنَّنا سوف نجدُ ألفاظاً لُغويَّة تدلُّ على معنى القصْر. فقولنا: "زيد مقصورٌ على العلْم" هذا مفيد للقصر، ولكن هذه الإفادة ليست مأخوذةً من تركيب كامل، وإنَّما مأخوذةٌ من لفظ لغويٍّ مفرد وهو لفظ: "مقصور". وهذا القصر ليس من الطُّرق الاصطلاحيَّة، لأن معنى القصر فيها مأخوذٌ من كلمة واحدة، وهي كلمةُ "مقصور"، والقصْر فيها معنىً أوَّليٌّ لا ثانويٌّ. ونحن نقول: إنَّ البلاغةَ إنَّما تهتمُّ بالمعاني الثَّانويَّة، لا بالمعاني الأُوَل، لأنَّ هذه المعاني الأُوَل أو المعاني الوضعيَّة لها علمٌ مخصوص بها. 
فـ"زيد مقصور على العلْم" ليس قصراً عند علماء البلاغة. وكذلك: "جاء محمدٌ وحده" ليس قصْراً عند علماء البلاغة، وإن كانت كلمة "وحده" دلَّت على أنَّ المجيءَ كان قاصراً على "محمد"، كذلك ليس من القصر الاصطلاحي. 
وقولنا: "عليّ يختص بالشعر"، و"خالد ينفرد بالشجاعة"، كلّ ذلك ليس من القصْر الاصطلاحي، لأنَّ الدِّلالة على القصْر فيها مأخوذةٌ من لفظ لُغوي، أو من معنى وضعي، وليست مأخوذة من تركيب كامل. 
وكذلك قول الشاعر:
أروني أُمَّةً بلغَتْ مُناها 
بغيرِ العلْم أو حدِّ اليماني
يقول: إنَّ الأمم لا تبلغ ما تتمنّى بغير الاعتماد على شيئيْن: العلم والقوّة. فكذلك هذا البيت ليس فيه قصْر، وإن جاءت فيه كلمة "غير" وهي أداة استثناء؛ وذلك لأنَّ الاستثناء من الإثبات ليس من طُرق القصر. 
فهذه الأقوال الماضية، وإن أفادت اختصاصَ شيءٍ بشيء، لكنَّها لا تدخل في نطاق دراسة البلاغيِّين وميدان بحثهم، لأنَّ التَّخصيص فيها لم يتمَّ عن الطّرق المعهودة التي حدَّدوها، والتي سوف نتكلم عنها فيما بعد؛ ذلك لأنَّ إفادة القصْر بغير الطُّرق التي اصطلحوا عليها، ليس وراءها اعتباراتٌ بلاغيَّة تستدعي الدِّراسة والبحث؛ ولذا حصر البلاغيُّون دراسة القصْر في تلك الطُّرق الغنيَّة بالاعتبارات والملاحظات الدَّقيقة. 
وهذه الطُّرق الغنيَّة بالاعتبارات والملحوظات الدقيقة هي: 
- التَّقديم أي: تقديم ما حقُّه التأخير، كقوله -سبحانه وتعالى- في سورة (الفاتحة): {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة 5).
- وأما الطريق الثانية الاصطلاحيَّة، أو طريقة القصْر الثانية، عند علماء البلاغة فهي: العطف، نحو: "محمد كاتب لا شاعر".
- والطريق الثالثة من طُرق القصر عند البلاغيِّين، هي: "إنَّما"، كقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة النازعات: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} (النَّازعـات 45).
- والطريق الرابعة من طُرق القصْر، المصطلح عليها عند علماء البلاغة هي: النفي والاستثناء، كقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة (فاطر): {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} (فاطر 23).
فهذه الطرق الأربعة: تقديمُ ما حقُّه التأخير، والعطف بــ"بل"، و"لا"، و"لكن"، و"إنَّما"، والنَّفي والاستثناء، هي ما عليها جمهور البلاغيِّين. قالوا: لأنَّها هي المليئة بالاعتبارات والملحوظات الدقيقة.
- وقد أضاف بعض علماء البلاغة، طريقيْن أُخرييْن للقصْر، وهي ما سمَّوْه بـ"تعريف الطَّرفيْن"، أو تعريف المسنَد أو المسنَد إليه بـ"ألـ" الجنسيَّة، وقد مضى لنا ذلك في تعريف المسنَد بـ"ألـ" الجنسية. 
- وأضاف بعض البلاغيِّين أيضاً: ضمير الفصل وتوسُّطَه بين المبتدإ والخبر. 
فإذاً، جمهور البلاغيّين -جمهور يعني: الأغلبية من علماء البلاغة- قصَروا حديثَهم على: التقديم، و"إنَّما"، والعطف، والنَّفي والاستثناء، لأنَّهم قالوا إنَّها غنيَّةٌ بالاعتبارات والملحوظات الدقيقة. أضاف بعض البلاغيين تعريف المسنَد أو المسنَد إليه بـ"ألـ" الجنسية أو ما سمَّاه بعضهم: "تعريف الطرفيْن". وأضاف أيضاً: توسّط ضمير الفصل بين المبتدإ والخبر. 
أمّا تعريف الطرفيْن أو تعريف المسنَد بـ"ألـ" الجنسيَّة نحو: "محمَّد الكريم". 
وأمّا توسُّط ضمير الفصل بين المبتدإ والخبر، فكقولك: "عليّ هو العالِم". 
هذا ما عليه معظمُ علماء البلاغة.

وأمّا من زادوا طُرقاً أخرى من طُرق القصْر مثل: "زيْد مقصور على العلْم"، و"عليٌّ يختصُّ بالشِّعر"، و"خالد ينفرد بالشجاعة"، وغير ذلك ممّا تحدَّثنا عنه، فهذا لم يثبت على محكِّ البحث، وقد ناقشناه فيما مضى. 
والإضافي يكون في كون النفي عن شخصين أو ثلاثة فأكثر معينين وهذا يرجع لقصد الكلام . 
وهو ثلاثة أقسام :- 
1- قصر الإفراد : وهذا يخاطب به من يعتقد الشركة أي باشتراك صفتين أو أكثر في موصوف واحد في قصر الموصوف على الصفة مثل قولنا ما محمد إلا كاتب . لمن يعتقد اتصافه بالكتابة والشعر والسفر ، أو اشتراك موصوفين أو أكثر في صفة واحدة في قصر الصفة على الموصوف مثل قولنا ما طبيب إلا محمد لمن اعتقد اشتراك محمد وخالد وعلى في مهنه الطب . وسمي إفراداً لأنه قطع الاشتراك المذكور في المثالين ولأنه أفرد الموصوف بصفة وأفرد الصفة بموصوف . ومن البلاغيين من اشترط في قصر الموصوف على الصفة إفرادا عدم التنافي بين الوصفين ليصح اجتماعهما في الموصوف في اعتقاد المخاطب ليكون المنفي في قولنا ما زيد إلا شاعر . كونه كاتباً أو منجماً لا كونه مفحماً لا يقول الشعر . 
2- قصر التعيين ويخاطب به من تساوى الأمران عنده دون ترجيح لأحدهما على لآخر مثل قولنا ما محمد إلا مدرس ولا يعرف على التعيين وظيفته وذلك في قصر الموصوف على الصفة . ومثل قولنا " ما مزارع إلا إبراهيم وذلك في قصر الصفة على الموصوف لمن ظن أن المزارع إما إبراهيم أو أحمد من غير أن يعرفه على التعيين . وسمي قصر تعيين لأنك عينت له إحدى الصفتين وأبقيت الأخرى أو أحد الوصفين وأبقيت الآخر . 
3- قصر القلب ويخاطب به من يعتقد عكس الحكم الذي أثبته المتكلم مثل ما محمد إلا قائم في الموصوف على الصفة لمن يعتقد اتصافه بالقعود دون القيام ومثل قولنا ما تاجر إلا محمد في قصر الصفة على الموصوف لمن يعتقد أن التاجر عبد الله . وسمى قصر قلب لأنه يقلب " يعكس " حكم المخاطب الذي كان معتقداً إياه ويثبت له غيره . 
واشترط بعض البلاغيين في قصر الموصوف على الصفة قصر قلب تحقق تنافي الوصفين ليكون إثبات إحدى الصفتين مشعراً بانتقاء الأخرى ومن شواهده . قال تعالى " وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم " لأنهم لا يعتقدون أنهم يهلكون أنفسهم وإنما يعتقدون أنهم يقضون على القرآن بصرف الناس عنه . 
وقال تعالى " إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " 
فقد نفى عنهم الهداية المنبثقة عن نور الحقيقة والعلم وأثبت لهم أنهم ينطلقون وراء الخيال والجهل . إن هم إلا يخرصون " قصر لهم صفة الخرص وهو التخمين لأن التخمين لا يجتمع معه التحقيق والصدق فالصفة المثبتة منافية للصفة المنفية لأنه لا يتصور اجتماعها في آن واحد . 
" قال تعالى " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " 
لأن النصارى اتخذوه وأمه إلهين . فنفى القرآن عنه الألوهية وأثبت له الرسالة . والرسول يموت والإله 
لا يكون رسولاً . 
قال تعالى " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم " 
لأن المنفي فيها ضد المثبت ولا يجتمعان في شخص واحد لأنهم يثبتون له كونه إلهاً أو اتخاذه وأمه إلهين فنفت الآية ذلك و أثبتت له العبودية والعبودية تناقض الألوهية أي قلت لهم ذلك ولم أتجاوزه إلى غيره وهو طلب الألوهية وهم مخاطبون هنا بخطاب غير مباشر دل عليه سياق الكلام 
وقال الشاعر :- 
وكنت امرأ ألقى الزمان مسالماً 
### فآليت لا ألقاه إلا مجاريا 
فأثبت الشاعر صفة ضد التي كان يعتقدها . 
وقال شاعر آخر :- 
وهل كنت إلا مذنباً يوم انتحى 
### سواك بآمال فأقبلت تائبا 
فقصر نفسه على الذنب ونفى عن نفسه الرشد 
وقال أبو تمام :- 
بيض الصفائح لا سود الصحائف في 
### متونهن جلاء الشك والريب 
والعلم في شهب الأرماح لامعة 
### بين الخميسين لا في السبعة الشهب 
فكلها قصر قلب لان الصفة المنفية بعد " لا " تقابل الصفة المثبتة قبلها ومن أمثلة قصر الإفراد وشواهده قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " لأنه لما شيع أن النبي مات في إحدى غزواته أذهل ذلك بعض المسلمين لأنهم كانوا يظنون فيه الرسالة وأنه سيظل بينهم فهم يظنون فيه وجود الصفتين فجاء أسلوب القصر فقصره على كونه رسولاً ونفى بقاءه وهذا من قصر الإفراد .قال تعالى " وما أنت بمسمع من في القبور ، إن أنت إلا نذير " لأنه يحرص على هدايتهم وتحمل العناء في ذلك كان بمنزلة من يعتقد أنه مع الإنذار يستطيع الهداية فقصره على كونه نذيراً وليس نذيراً وهادياً معاً .
فحينما يقول المرء 
لن ينتصر الا قوي 
و انما خص الانتصار بالقوي و انما يعلم ان الضعيف لا يمكنة الانتصار
و انت حذفت اداه النفي لن و اداه الاستثناء الا وجدت ان التخصيص 
زال عن الجملة و قلت ينتصر القوي صار بامكان القوي ان ينتصر 
في حين ان غير القوي قد ينتصر 
والخلاصة 
1- ان القصر من ضروب التأكيد للمعاني التي يذكرها المتكلم 
2- ان المعنى المطلوب يقصر على واحد دون غيرة 
و ان القصر اربع انواع 
أ- النفي و الاستثناء 
ب- القصر بانما 
ج- القصر بالعطف ب لا و بل و لكن 
د- القصر بتقديم ما حقه التأخير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عن القصر البلاغى - بحث علمى عن القصر البلاغى كامل بالتنسيق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: