تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته   بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته Emptyالأربعاء 15 مارس - 17:04

بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته


لا نغفل فى المقام الاول الحديث عن دور الأسرة المهم في بناء المجتمع، فإذا كانت الأسرة اللينة الأولى والأساسية لبناء المجتمع فإن المدرسة أيضا لها دور كبير في تتمة هذا البناء ـ بناء المجتمع ـ والأسرة وحدها غير كافي للقيام بمشروع هذا البناء والإصلاح. والواقع شاهد على ما نقول بحيث العدد الكبير والمهول الذي تشهده ساحتنا العربية الإسلامية من مدارس وثانويات وجامعات وأكاديميات...كل هذا يجعل من المدرسة والتعليم دور مهم في بناء المجتمع وتقدمه. وصحيح أن الأسرة لها دور كبير في الرقي بالمجتمع لكن هذا الرقي والتقدم بدون المدرسة فإنها تكون فاقدة للنور الذي ينير لها الطريق للوصول بدون تعثر أو ضياع... وكما هناك جانبا مهما لولاه ما تحقق بناء المجتمع إنه المعلم أو الأستاذ الموجه والمرشد والمبين والمربي الذي له فضل كبير في هذا البناء بتزويد الطفل أو الولد بشتى أنواع العلوم والمعارف...
,على هذا نؤكد أن التعاون بين الأسرة والمدرسة قائم وكائن ، والأسرة وحدها غير قادرة على القيام بمهمة بناء المجتمع وبالتالي تقدمه ورقيه0
الإدارة المدرسية 
الإدارة المدرسية هى الوحدة القائمة بتنفيذ السياسة التعليمية . أما الإدارة التعليمية مسئولة عن رسم هذه السياسة وبهذا فإن الإدارة المدرسية جزء من الإدارة التعليمية .
تشترك الإدارة المدرسية مع الإدارة العامة والإدارة التعليمية فى العناصر الأساسية للإدارة : التخطيط – التنظيم – التنسيق – التوجيه – المتابعة – التقويم . وتختلف فى أسلوب العمل نظراً لاختلاف طبيعة عمل كل منها، وهناك عدة تعريفات للإدارة المدرسية منها : 

* الإدارة المدرسية : "هى مجموعة من العمليات التى يقوم بها أكثر من فرد بطريق المشاركة والتعاون والفهم المتبادل وهى جهاز يتألف من مدير المدرسة ومن نائبه ( الوكلاء ) والأساتذة والموجهين الإداريين أى كل من يعمل فى النواحى الفنية والإدارية " 

* الإدارة المدرسية : " هى العملية أو مجموعة العمليات التى يتم بمقتضاها تعبئة القوى البشرية وتوجيهها توجيهاً كافياً لتحقيق أهداف الجهاز الذى توجد فيه " . 
• ويعرف جيم هارولد فوكس الإدارة المدرسية " بأنها كل نشاط تتحقق من ورائه الأغراض التربوية تحقيقاً فعالاً ويقوم بتنسيق وتوجيه الخبرات المدرسية والتربوية وفق نماذج مختارة ومحدودة من قبل هيئات عليا داخل الإدارة المدرسية " . 
نشأة الإدارة المدرسية وتطورها :
يرجع ظهور الإدارة المدرسية كعلم مستقل عن علم الإدارة العامة والإدارة الصناعية والتجارية (إدارة الأعمال) إلى عام 1946م.
وقد تطورت الإدارة المدرسية آخذة في الاعتبار المفاهيم والمبادئ التي تلبي خصائص المدرسة الحديثة وحاجاتها، حيث كانت مدرسة العلاقات الإنسانية والتيارات الإدارية التي لحقتها أساساً مهما في نجاح المدرسة وتحقيق أهدافها التربوية باعتماد القيادة الحكيمة بدلا من أسلوب التسلط والفرض.
وفي عام 1968 وضع (يعقوب جيتزلز j.getzels ) نظرية الإدارة التعليمية باعتبارها عملية اجتماعية ومن قبلة طوّر (جريفث griffiths )نظرية الإدارة كعملية اتخاذ قرار، ثم تم تعديل مفهوم (برنارد) و(سيمون) نحو العملية الإدارية في عام 1964.
ج- وظيفة الإدارة المدرسية:
امتدت وظيفة الإدارة المدرسية لتشمل الجانبين الإداري والفني، حيث أصبح مدير المدرسة مسؤولاً عن جميع الأعمال الإدارية والنواحي الفنية، من مناهج وكتب مدرسية وطرق تدريب والعلاقة بالمجتمع والمدارس الأخرى وتأمين الموارد المالية وتطوير العمل ومتابعة جميع الأنشطة المدرسية والثقافية والاجتماعية والرياضية والتخطيط للبرامج والإشراف على تنفيذها.
د- أهداف الإدارة المدرسية :
لقد تغيرت النظرة الوظيفية للإدارة المدرسية والأهداف التي ترمي إلى تحقيقها من وظيفة المحافظة على تطبيق النظام بما فيه من لوائح وتعميمات وقرارات تضمن سير العملية التعليمية وفق الجداول المحددة, إلى المفهوم الحديث الذي يجعل من التلميذ محور العملية التعليمية.
ومن هذه الأهداف:
1- العمل على كشف ميول الطلاب وقدراتهم واستعداداتهم الفطرية وتنميتها وتوجيهها بما يفيد الطلاب وينفع المجتمع.
2- مساعدة التلاميذ على تنمية مختلف جوانب شخصياتهم الروحية والعقلية والخلقية والنفسية والجسمية والاجتماعية بصورة متزنة.
3- تربية وتشجيع الطلاب على التفكير الإبداعي والابتكار والتجديد وتنمية الثقة في النفس والجرأة لديهم.
4- تبصير التلاميذ بفلسفة المجتمع وقيمه قولاً وعملاً مع التركيز على احترام العمل اليدوي.
5- إعداد الطلاب لفهم الحياة الحاضرة والماضية والاستعداد لمواجهة المستقبل .
6- اكتشاف التلاميذ الموهوبين ورعايتهم.

أسلوب الإدارة المدرسية 

1- قديماً : كان يقتصر على المحافظة على نظام المدرسة وتنفيذ الجدول الخاص بالمدرسين والطلاب والإداريين والمستخدمين . 

2- فى العصر الحديث : أصبح دور الإدارة المدرسية واسعاً ليشمل الجانب الإدارى والفنى دون الفصل بينهما وأصبحت مهمة المدرسة هى تهيئة النمو الكامل للطالب وأصبح الطالب محور الإدارة المدرسية بعد أن كانت المادة المدرسية هى محور الإدارة المدرسية . حيث اتجهت الإدارة المدرسية فى العصر الحديث إلى تحقيق التنمية الجسمية والعاطفية والروحية والاجتماعية والسلوكية للطالب . والإدارة المدرسية الحديثة لا تفصل بين التنظيمات والأساليب الكتابية ( ويمكن أن توضع أعمال الإدارة المدرسية فى قسمين : الأول : الأعمال الإدارية ، والثانى : الأعمال الإشرافية ( الفنية ) حيث تقسم الأعمال الإشرافية إلى قسمين الأول : مهام ومسئوليات الإدارة المدرسية تجاه منسوبى المدرسة والمجتمع . والثانى : مهام ومسئوليات الإدارة المدرسية تجاه البرامج التربوية والتعليمية والوسائل المعنية " 
عناصر الإدارة المدرسية 
تشترك الإدارة المدرسية والتعليمية والعامة فى عدة عناصر وهى : 

1- التخطيط 2- التنظيم 3- التنسيق . 
4- التوجيه 5- المتابعة 6- التقويم . 
• أولاً : التخطيط : 
ما هو التخطيط ؟ 
التخطيط : هو : " التفكير المنظم اللازم لتنفيذ أى عمل والذى ينتهى باتخاذ القرارات المتعلقة بما يجب عمله ومتى يعمل وكيف يعمل فالتخطيط يعنى فى أبسط صورة ماذا يجب عمله فى المستقبل وكيف يعمل وما هى الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتنفيذه "

التخطيط هو : " عبارة عن تحديد أهداف المشروع والطرق اللازمة لأداء الأفراد للأنشطة المطلوبة منهم لتحقيق هذه الأهداف فى يسر وسهولة " 
أهمية التخطيط ( [10] ): أهمية التخطيط الذى يقوم به مدير المدرسة ومجلس إداراتها وطلابه لا تخفى على أحد فكثير من المشكلات التى تصحب بداية العام الدراسى قد يكون من أسبابها انعدام التخطيط للعمل المدرسى وحتى تكون الخطة جيدة يجب أن يكون العمل عملاً قانونياً . فبعد أن يدرس مدير المدرسة أهداف الأمة وأهداف المدرسة والقوانين والقرارات واللوائح والكتب الدورية المتصلة بمرحلته وحاجات العاملين بها وحاجات الطلاب التى ينبغى إشباعها ، ينظم المدرسين والعاملين معه ، لوضع الخطة اللازمة لتحسين الموقف التربوى ومقترحات التحسين يلزم أن تجئ فى أغلب الأحوال من المدرسين وتوضع الخطة أمام هيئة التدريس مجتمعة للمناقشة ولتقدرها وتحكم عليها ، لكنها لا توضع موضع التنفيذ إلا إذا صادفت قبولاً اجتماعياً أو – على الأقل – ارتضتها الأغلبية العظمى من المدرسين وينبغى أن تحدد الخطة الغايات وترسم الوسائل والأدوات الموصلة إلى تحقيقها ابتداءً بالأهم فالمهم على حسب ما تقتضيه الظروف وينبغى أن تكون الخطة فى حدود الطاقة المتوفرة والإمكانيات المتاحة فعند وضع الخطة ينبغى أن يكون دور مدير المدرسة ملماً بإمكانيات المدرسة من ناحية المبنى والتجهيزات وإمكانيات المعامل والميزانية بكافة بنودها وعدد المدرسين والإداريين العاملين بالمدرسة والطلاب القدامى والمستجدين وعدد الفصول اللازمة لهم بالإضافة إلى مدى إمكانات البيئة المدرسية وما تستطيع المدرسة أن تحصل عليه من هذه الإمكانات ، وينبغى لمدير المدرسة أن يكون ملماً وملتزماً بتنفيذ السياسة التعليمية للبلاد والقوانين واللوائح والتشريعات الإدارية والصلاحيات الممنوحة له . ويجب ألا تغفل خطة المدرسة الأنشطة المدرسية خارج الفصل . وبعد وضع الخطة يتولى مدير المدرسة بالتعاون مع المدرسين تنظيم اللجان والتنظيمات المدرسية ومجلس إدارة المدرسة ومجلس الآباء ثم تقوم هذه اللجان والتنظيمات بتوزيع الأعمال المقررة فى الخطة على أسرة المدرسة وتلاميذها وأولياء أمور التلاميذ ورجال البيئة المدرسية كل فيما يخصه ووفق قدراته واستعداداته ومهاراته مع توفير الإمكانيات اللازمة لتنفيذ هذه الأعمال . ويقوم مدير المدرسة بالتنسيق بين هذه التشكيلات حتى لا يحدث تعارض فى الأعمال أو المهام يؤدى إلى حدوث خلل فى خطة المدرسة يؤدى إلى عدم تحقيق الأهداف المدرسية . 



ثانياً : التنظيم 

أى توزيع الأعمال المختلفة على العاملين كل فى مجال تخصصه وإعطاء هؤلاء العاملين الصلاحيات لإنجاز ما أسند إليهم من أعمال فى أقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة وبأعلى مستوى للأداء . والتنظيم يعنى فى مجال الإدارة المدرسية وضع الترتيبات الكفيلة بتحقيق الأهداف المدرسية ومن مقتضيات التنظيم فى الإدارة المدرسية : 

1- دراسة دقيقة لأوضاع المدرسة . 

2- الإحاطة بما تتضمنه اللوائح والتعليمات والنشرات والقرارات الخاصة بالتعليم عامة وبالإدارة خاصة .
3- دراسة الخطط المدرسية المختلفة لكل الصفوف .
4- وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب .
5- تنظيم برامج خدمة البيئة وما يمكن أن تقدمه المدرسة لها وكيفية التعاون بينها .
6- حسن توزيع المسئوليات على القائمين بها ، مع حسن أداء العمل المدرسى وممارسة الأنشطة بجدية .
ثالثاً : التنسيق :
ويقصد فى الإدارة المدرسية تحقيق الانسجام بين مختلف أوجه النشاط فى المدرسة ولا يمكن تحقيق التنسيق ما لم تحدد أهداف النشاط وتوزع الأعمال بكل دقة ، والتنسيق يهدف فيما يهدف إليه عدم التضارب فى الاختصاصات المحددة للعاملين فى المدرسة ، إن من أكبر المشاكل التى تواجه الإدارة المدرسية الصراع الإدارى بسبب تضارب الاختصاصات وعدم وضوح الأهداف وعندما يكون هناك تنسيق تخف حدة الصراع وتتضح المسئوليات ولا يكون هناك مجال للتهرب من تبعات الأعمال . 
رابعاً : التوجيه : 

يمثل التوجيه عدم مهام يقوم بها مدير المدرسة بالنسبة لمساعديه ومرءوسيه فهو المسئول عن اكتشاف قدراتهم وإمكانياتهم فى العمل ويوجههم نحو الأداء الصحيح ويحاول أن يحصل منهم على خير ما لديهم من قدرات .ومتى ما وجد منهم الإستجابة واظهروا الكفاءة يجب أن يكافئ المجتهد وإذا ما وجد المقصر فيعرف أسباب قصوره ويوجهه الوجهة الصحيحة فإذا تكرر منه الخطأ عامله بحزم . 



ومن أهم المبادئ التى يقوم عليها التوجيه فى الإدارة المدرسية : 

أ‌) وحدة الأمر : حيث يكون التوجيه أكثر فاعلية وجدوى إذا ما تلقى العاملون فى المدرسة الإرشادات والأوامر من مصدر واحد . 

ب‌) الإشراف المباشر : وهو أمر ضرورى وهام فى عملية التوجيه ويكون ذا فاعلية أكبر عندما يكون الاتصال الشخصى بين الرئيس والمرؤوسين .

جـ) اختيار الأسلوب : يجب على مدير المدرسة أن يختار أسلوب التوجيه الأكثر مناسبة للأفراد الذين يتولى توجيههم بما يتفق ونوع العمل المطلوب منهم إنجازه. 

خامساً : المتابعة : 

ويقصد بها الإشراف على تنفيذ ما تم التخطيط والتنظيم له ، ويشمل ذلك كل ما يتعلق بالدراسة والأنشطة أو الأعمال الإدارية . ولكى تحقق المتابعة أهدافها ينبغى اتخاذ ما يلى : 

1- اليقظة التامة من إدارة المدرسة . 

2- مداومة الاتصال بمجالات العمل والتأكد من أن الأعمال تسير كما خطط لها ومعرفة نواحى النقص أو القصور ومحاولة تداركها ومدارسة المشكلات ومحاولة التعليق عليها وتذليل ما قد يوجد من صعوبات .
3- تهيئة الجو المناسب للعمل المثمر بما يشيع فيه من تعاون وتآلف والإفادة من الخبرات المختلفة .
4- جعل الاجتماعات مجالاً واسعاً للمشورة وتبادل الآراء واتخاذ القرارات بالإضافة إلى مناقشة ما يعنى للمدرسة من أمور تعود بالفائدة على المدرسة .
سادساً : التقويم 
وهو عنصر من أهم عناصر الإدارة المدرسية فبواسطته يمكن أن يقال أن هذه الإدارة المدرسية نجحت فى تحقيق الأهداف التربوية المناط بها أو أنها فشلت ومن أهم دعائم عملية التقويم الناجح عدد من المعايير الإجرائية التى يتم التقويم فى ضوئها . 
ومن أهم مجالات التقويم : 

1- تقويم التنظيم المدرسى . 

2- تقويم العلاقة بين المجتمع والمدرسة.

3- تقويم خطة المبانى المدرسية والتجهيزات والأدوات المدرسية.

4- تقويم أداء المعلمين ومدى إقبالهم على مهنة التدريس وقدرتهم على تحقيق النمو المطلوب لطلابهم .

5- تقويم المنهج المدرسى من حيث أهدافه ومحتواه وتنظيمه وتنفيذه .

6- تقويم مدى تقدم التلميذ وما اكتسبه من مهارات وقيم واتجاهات .

سمات الإدارة المدرسية الناجحة : 
إن الإدارة المدرسية الناجحة هى التى تستطيع تحقيق الأهداف بسهولة وأقل جهد ممكن وهى التى تستطيع تقدير القوى التى تحدد نوع السلوك الإدارى الأفضل لمواجهة موقف معين أو تستطيع التصرف بنجاح فى ضوء نفسها والمجموعة التى تقودها والموقف الذى تمارس فيه وظيفة القيادة ولظروف البيئة الاجتماعية التى تعمل بها المدرسة والقائد الإدارى الناجح هو الذى يدفع المدرسة بعوامل القوة الحيوية والتقدم ويعمل على تطوير أهدافه باستمرار ويبث فيه من عوامل الخلق والابتكار والتجديد بما يضمن حركيتها وتطورها ومقابلة التجديدات بمختلف جوانبها ويحقق الربط بين المدرسة والبيئة المحيطة أى المجتمع الذى يعمل فيه ويربط المدرسة بالاتجاهات الفكرية والاجتماعيـة التى تحدد إطـار المجتمع الكبير .
الصفات التى ينبغى أن تتوفر فى الإدارة المدرسية الحديثة : 
أن تكون صورة مصغرة للحياة الاجتماعية الراقية يدرب فيها التلاميذ على تحقيق العبودية لله وحده والإيمان بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ، كما يدرب التلاميذ على حب الوطن والتعاون الاجتماعى لمصلحة الوطن . وأن يلقى الطالب فيها الفرصة المواتية لتنمية مواهبه وميوله وأن تكون المدرسة بحق مجتمعاً إسلامياً مشبعاً بالتعاطف والتراحم والتعاون والتلاحم والتفاهم بين الرئيس والمرءوسين فى ظل العلاقات الإنسانية والاحترام المتبادل ، وأن يجد فيها الطالب المثل الأخلاقية الرقيقة والمثل الجمالية العليا . 
وأن تكون المدرسة وثيقة الصلة بالمنزل وتكون قدوة حسنة فى القول والعمل والسلوك الإسلامى . إن المدرسة وحدها لا تستطيع تحقيق أهداف التربية ما لم يتكاتف المنزل معها بصدق وإخلاص فالمدرسة تبذل الجهود المضنية والجبارة فى تربية الأبناء ولكنهم أحياناً يجدون من حياتهم الأسرية عاملاً هداماً لما تبنيه المدرسة وأحياناً لا تستطيع المدرسة أن تدفع التلميذ لأن المنزل يدفعه للوراء . ولو نظرنا للواقع لوجدنا بعض المدارس تهمل هذا الجانب ولا تركز عليه ولكننا لا ننكر جهود المدارس الأخرى والتى حاولت بقدر الاستطاعة أن توثق الصلة بالمنزل عن طريق مخاطبة أولياء الأمور أو عن طريق مجالس الأباء . 


إذا كنا نريد تحقيق مستقبلنا كما نريد، فإن ذلك رهن بتوافر الشروط الضرورية العلمية والمنطقية اللازمة لبناء تصور مستقبلي يحقق تلازما فعالا وسريعا للثورتين العلمية والتعليمية في مجتمعنا. وأن يكون للمدرسة الدور الأساسي في تحقيق وإنجاز هذا التغيير المطلوب والتلازم الضروري للثورتين بوصفه شرطا لازما لمدرسة المستقبل ولمستقبل المدرسة التي ستقود المجتمع نحو المستقبل.

أسئلة الدراسة:
بناء على ما سبق فإن الدراسة الحالية مطالبة بالإجابة عن التساؤلات الآتية:
1- ما دور المدرسة في صنع المستقبل الذي نريده؟
2- ما حدود القدرة والإحباط التي تحيط بهذا الدور في نظمنا التربوية الحالية؟
3- ما أساليب التخطيط الملائمة التي تكفل لمدرسة المستقبل الشروط الضرورية اللازمة (علميا ومنطقيا) للقيام بدورها؟
4- كيف يمكن لمدرسة المستقبل تغيير الواقع القائم وتحريكه نحو الواقع القادم؟
وتمثل الإجابة عن تلك التساؤلات مراحل العمل في هذه الدراسة.
أهداف الدراسة وأهميتها:
تتضح أهمية الدراسة في كشف أماكن الخلل فيما هو قائم في نظمنا التعليمية وواقعنا التربوي، وتحديد الدور الذي يمكن للمدرسة تحقيقه مستقبلا لسد هذا الخلل. ووضع الشروط الضرورية لتصور مستقبلي يعطى للمدرسة الحق والقدرة على قيادة حركة المجتمع المتجهة نحو المستقبل.
لذلك فالدراسة تعمل على تحقيق الأهداف التالية:
1- بيان أهمية دور المدرسة (كعملية ومؤسسة) في صنع المستقبل الذي نريد.
2- الكشف عما يعتري واقعنا التربوي من عقبات تحول دون القيام بالدور المستقبلي للمدرسة.
3- تحديد الإمكانيات المتاحة والشروط الضرورية التي يكون من شأن توافرها وتفعيلها في الواقع القائم، أن تقوم "مدرسة المستقبل" بالدور المنتظر منها.
4- اختيار الأساليب التخطيطية الملائمة لقيام مدرسة المستقبل بتغيير الواقع القائم وتأسيس الواقع القادم.
منهجية الدراسة وأدواتها:
تعتمد الدراسة في تحليلها للواقع التربوي القائم على المنهج الوصفي، بينما تعتمد في تأسيس التصور المستقبلي لدور مدرسة المستقبل في تغيير هذا الواقع وتحريكه نحو الواقع القادم على المنهج المستقبلي.
أولا: دور المدرسة في صنع المستقبل
يحمل المستقبل قدرا من التغيير، والمجتمعات الإنسانية دائما في حالة صيرورة. لماذا؟
- لأن الإنسان هو الكائن القادر على الإتيان بفعل غائي. والفعل إلغائي بطبيعته فعل متجه للمستقبل، لأنه (تصور) لما هو قادم وتغيير ورفض لما قائم.
- إذن التغيير بطبيعته فعل عقلي(تصور) يسبق عادة الفعل العملي (الأداء). معنى ذلك أن التغيير كفعل (غائي) يتحرك من المستقبل لا من الماضي. وشرط التحقق الواقعي له يتوقف على أمرين:
الأول: ملاءمة وسائله لتحقيق ما يريد.
الثاني: قبول (تصوره) المستقبلي مجتمعيا وواقعيا.
يأتي هنا دور المدرسة في عملية التغيير وذلك لكونها:
2. تعطى (الفرد) القدرة على معرفة الواقع من خلال فهم العلاقات بين عناصره. والفهم هو المقدمة الضرورية لتغيير الواقع عن طريق معرفة العلاقات القائمة بالفعل، أو الكشف عن علاقات جديدة يمكن إحداثها فيه. فالكشف عن العلاقات القائمة يساعد على حل مشكلات الإنسان مع البيئة (الطبيعية – الاجتماعية)، أما الكشف عن علاقات جديدة فيعنى الإبداع والتجديد.
3. تقوم المدرسة بالتمهيد للقبول الاجتماعي للتغيير الحادث نتيجة كل من فعلى التعرف على العلاقات القائمة، والكشف عن العلاقات الجديدة التي تضيف للواقع ما لم يكن موجودا من قبل.
إذن للمدرسة دور قيادي في عملية التغيير الاجتماعي حدوثا وقبولا وبالتالي فإنها صاحبة دور أساسي في صنع المستقبل.
يؤكد ذلك التوجه (عابد الجابري،1996) فيذكر " أن التربية في الوطن العربي، كما في جميع البلدان تمارس دورا هاما في التحولات المجتمعية التي يشهدها عالم اليوم"(6). كما يرى (الموسوي، 1995) أن " للتربية عبر العصور دور أساسي وهام في بناء الحضارة الإنسانية وتطورها، ذلك أن التربية في جوهرها هي الأداة الأهم في عملية التطوير والتجديد في البنى الاجتماعية والاقتصادية، ومن خلالها يتم التأثير الإيجابي في الأجيال المتعاقبة"(7). 
ويضع (جابر عبد الحميد، 1995) صورة لدور التعليم كما يراها مستقبلا ويحدد أنه" ينبغي أن يساعد الطلاب على فهم العلاقة بين الأشياء، وينبغي أن يستند إلى بيداجوجية المشاركة في التغيير على نطاق واسع، تغييرا يؤدى إلى نمط من المجتمع أكثر إبداعية ".(Cool
ويعارض كثير من المفكرين الرأي القائل بقيادية دور المدرسة في عملية التغير الاجتماعي بقولهم: " فالتعليم بصفته أحد النظم الفرعية في المجتمع يخضع كلية للممارسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وليس له سوى دور ثانوي في عملية التطوير والتنمية ".(9) ويرى أصحاب هذا الاتجاه المحافظ " أن على المدرسة المحافظة على ثقافة المجتمع من جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر... وهي وظيفة لازمة لكيانها ودورها في المجتمعات الحديثة".(10) 
وقد سادت تلك النظرة للتربية ودورها فترة طويلة نتيجة لبطء عمليات التغير الاجتماعي وبخاصة فيما بعد الثورة الصناعية وسيادة النظرية الوظيفية ثم البنائية في علم الاجتماع ومن ثم في المراحل الأولى لعلم اجتماع التربية. لكن التغيرات السريعة التي شهدها العالم مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين أسهمت في تغير النظرة لدور المدرسة وأهدافها الأمر الذي جعل النظرية التقدمية التي سادت المدرسة الأمريكية على يد جون ديوي ورفاقه تصبح لها الغلبة. وقد أكد ديوي نقده للفكرة السابقة بقوله: " لقد اعتبر كل المصلحين من رجال التربية الذين جاءوا بعد روسو أن التربية هي خير وسيلة لإعادة بناء المجتمع من جديد ".(11) وقد نقلت أفكار ديوي للفكر التربوي العربي فأكد (الهادي) " أن نظام التعليم ليس مستودعا للمعارف وإنما أداة من أدوات الحركة والتغيير... إن نظام التعليم لا بد أن يرتبط بالحياة المتغيرة المتحركة ".(12)
وزادت النظرة لدور المدرسة الإيجابي في حركة المجتمع نحو المستقبل مع بداية شيوع الدراسات المستقبلية وارتباطها في الفكر التربوي العالمي بالأزمة العالمية التي شهدتها حقبة السبعينيات من القرن العشرين في الفكر التنموي ومعدلات النمو، الأمر الذي عجل بطرح نماذج النمو المستقبلية ذات الأفق العالمي (نادى روما). ثم نشطت حركة بناء النماذج العالمية والإقليمية والقطرية للتنبؤ بالمستقبل، وجاء دور المدرسة (التعليم) في معظم هذه النماذج ليشكل أهم الأسس التي يعتمد عليها نجاح التنبؤ المستقبلي.
كما زادت أهمية النظرة للدور القيادي للمدرسة في عملية التغيير الاجتماعي نتيجة لما شهده العالم بعد ذلك في بداية الثمانينيات من ثورة في الاتصالات والمعلومات التي مهدت لما يعرف بمجتمع المعلومات واقتصاد المعلومات والذي أصبحت القيمة المضافة فيه تتزايد في الصناعات عالية التكنولوجيا، والتي تحتاج في صناعتها لقدرات عقلية مبدعة ومؤهلة تعليميا بشكل خاص أكثر مما تحتاج إلى مواد خام، ولذلك بدأت دول عديدة تنهض اقتصاديا لا لشيء سوى أنها تملك نظاما تعليميا عالى الكفاءة.
وتؤكد خصائص المجتمع المستقبلي قدر التغير في كل من الفرد وأسلوب وعلاقات العمل والقيم التي ستسود وكلها تجعل من المدرسة (التعليم) أساس الانطلاق نحو الغد. وأصبح مصير الأمم التي تتخلف عنه الاستبعاد والتهميش. فمصير الأمم بات رهنا بعناصر غير محسوسة هي (المعلومات) وأصبحت التكنولوجيا هي الأمل والمخرج وتقادمت مقولة دارون "البقاء للأصلح" والتي حكمت الكثير من التقسيمات الأيديولوجية والاقتصادية للعالم من قبل لتصبح مستقبلا "البقاء للأعلم".
ويؤكد البنك الدولي أن " التعليم محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية ... وأن الدراسات قد أظهرت أن العوائد الخاصة والاجتماعية للاستثمار في التعليم تساوى بل تزيد عن عوائد الاستثمار في رءوس الأموال الملموسة".(16)
لذلك فالمستقبل الذي نريده يمكن أن نصنعه إذا وضعنا في قاطرة المجتمع ( المدرسة) ما تحتاجه من الوقود الملائم لطبيعة الرحلة (مسافة وزمنا وركابا).
ثانيا: حدود القدرة والإحباط المحيطة بالدور المستقبلي للمدرسة
يستهل تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2000 الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بوصفه تقرير إقليمي بتأكيد أن "الثروة الحقيقية للامة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي في ناسها –نساء ورجالا وأطفالا.هم أمل الأمة كما هم ثروتها ..,وحينما نتطلع إلى المستقبل ,نجد أن هناك الكثير مما يجب عملة أيضا لتمكين الناس في المنطقة العربية من المشاركة الكاملة في القرن الحادي والعشرين " . (17)
نجد في الواقع العربي –كما في غيرة- القدرات الدافعة والمبشرة والمحبطات الآسرة المعسرة وتكمن قيمة أي عمل علمي في الكشف عن أماكن القدرة ونقاط الخلل في الواقع الذي يتعاطى معه محلل ومفسرا أسباب وعوامل كل منها ثم يطرح طرق تفعيل القوة الكامنة وطرق تحييد عناصر الضعف تمهيدا لعزلها واستبعادها من شبكة العلاقات الاجتماعية 0
التخطيط الملائم لقيام مدرسة المستقبل :

أدى النجاح العملي المصاحب لنشأة العلم الحديث في القرن السابع عشر الميلادي ، إلى ثقة متزايدة في العقل وقدرته مما دشن ( مبدأ العقلانية ) في إدراك الحقيقة واكتساب المعرفة.
كان كل من رينيه ديكارت R.Dscartes (1596-1650م) الذي أكد أن العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس ، وفرانسيس بيكون F.Bacon (1561-1626م) والذي يعد أبو المذهب التجريبي ، أقد أسهم بفتح بوابة عصر التنوير الذي ساد القرن 18 الميلادي الذي أسس قاعدة الحركة العلمية تحت مبدأ الحتمية Determinism الذي ضمن عمومية الطبيعة وثباتها ونفي الجواز والصدفة لأي علاقة أو حدث .
أصبحت النظريات والقوانين العلمية بعدها مقيدة للظواهر ومفسرة بشكلٍ عليِّ أي ان كلٍ منها مقدمة لما بعدها ونتيجة لما قبلها وبعد أن تحرر العقل من المنطق الأرسطي وقوانينه الصورية الثابتة وقع في وهم أبستمولوجي فادح عندما فرض على نفسه مبدأ "الحتمية العلمية " . وفي ضوء نظرية نيوتن هيمن مبدأ الحتمية على علم الفيزياء وتحول إلى مبدأ أنطولوجي و أبستمولوجي معاً ، أي أنه قدم تصوراً لطبيعة الوجود المادي ولطبيعة المعرفة بهذا الوجود وهذا ما عبر عنه كلود برنار أحد رموز المدرسة التجريبية بقوله " لا بد للعقل من نقطة ارتكاز أولى ونقطة الارتكاز هذه هي مبدأ الحتمية المطلقة ولولاها لكان قد قضي على الإنسان وعقله أن يدور في دائر مفرغة وألا يتعلم شيئاً أبداً .(30) 
ظل مبدأ الحتمية هدفاً ومحك وتحولت العلاقات بين الظواهر إلى علاقات حتمية ( سبب – نتيجة ) واعتمد صدق القوانين العلمية على خضوع الطبيعة لهذه الحتمية ومن ثم كانت الحتمية الأنطلوجية ، ولأن الكون ثابت العلاقات بين ظواهره فإن كل حدث سيصبح محتوم ويقيني ومن ثم تتأكد الحتمية الأبستمولوجية ( المعرفية ) .
إذن القوانين العلمية تصبح عامة وثابتة ويقينية دونما استثناء وبالتالي يصبح التنبؤ بالمستقبل ممكناً فقط من خلال مد مسار ما هو حادث فعلاً ( في الحاضر أو في الماضي ) إلى مل سوف يحدث في المستقبل ولأن اليقين يعني التحديد المطلق الذي لا يخطئ فقد أصبح معيار العلم هنا هو الصدق أو الكذب ولا وسط بينهما ، ولأن الرياضيات هي أرفع العلوم تجريداً ويقينياً فقد أصبح العلم الرياضي قاعدة الحركة لفروع العلم الأخرى .
عاش العالم إذن تحت مظلة اليقينية والحتمية حتى ظهرت بداية الأزمة في علم الفيزياء في القرن 19 ميلادي فقد كانت الفيزياء معتمدة على قوانين نيوتن الثلاث ( بقاء المادة – الطاقة – الكتلة ) ونتيجة لتجارب كثيرة بدأ الشك في هذه القوانين لأنه ثبت أن كلٍ منها تتحول وتتغير وبدأ العالم يهتز ويبحث عن مخرج لأزمة الفيزياء التقليدية.
بدأ القرن العشرين بإنهيار كامل للتصور الميكانيكي للكون والحركة الذي وضعته فيزياء نيوتن مما بشر بسقوط الحتمية كمبدأ علمي وبدأ المجال يتسع لفزياء جديدة قائمة على نظرية الكوانتم لماكس بلانك M.Plank (1858 – 1947) ونظرية النسبية لأنشطين التي فتحت المجال أمام مبدأ اللايقين واللاحتمية في العلم وتوسيع مجال الاحتمال ونخلص من ذلك " أن العلم صنيعة الإنسان أي فاعلية نامية باستمرار كل خطوة قابلة للتجاوز ، للتقدم لذلك يجعل منهج الفرد الاستنباطي كل قانون مجرد فرد ناجح في حين أن المنهج الاستقرائي يجعل كل فرد ناجح قانوني ...إن وضع الفرد قبل الملاحظة بمنزلة ثورة منهجية تكاد تشبه الثورة الكبرنيكية ". (31) 
مهدت نظرية الكوانتم لما سمي بالميكانيكا الموجية التي فتحت بدورها باب اللاحتمية في علم الفيزياء حتى جاء هيزنبرج W.Heisenbrg (1910-1976م) " وحدث الميلاد الثاني للكوانتم حين وضع هيزنبرج مبدأه الشهير المعروف باسم اللاتعين Indeterminacy principle .(32) 
إذا كانت الكوانتم قد جاءت لتحل " الكارثة فوق البنفسجية " فإن النسبية لأنشطين جاءت لتحل " مشكلة الأثير " التي اعتمدت الفيزياء التقليدية .(33)
علاقة هذا التطور بما نحن بصدده في الدراسة الحالية يرجع إلى أن التنبؤ بالمستقبل يجب أن يخضع إلى المنطق وإلى العلم ومعنى ذلك أننا الآن بصدد منطق جديد يتجاوز قواعد المنطق الأرسطي الصوري المعتمد على مبدأ العلية الذي استند عليه العلم في صياغته لمبدأ الحتمية العلمية ، كما يتجاوز المنطق الجدلي المرتبط بالواقع الذي يقبل التناقض ويعترف بالحركة والتغير لكنه لا يحل مشكلة الثنائية بين الكمي والكيفي والفكري والمادي لذلك أصبح المنهج الجدلي رياضة ذهنية تقوم بالتحليل والتركيب لكنها لا تفيد في التعبير عن الواقع أو تغييره . إذن نحن في حاجة إلى منطق جديد يساعد العلم المعتمد على مبدأ اللايقين على الانطلاق والتنبؤ بالمستقبل منطق يقبل التعدد لا مجرد الثنائيات منطق يتعامل مع المفاجأة ولا ينتظر المتوقع منطق يحاكي العقل بوظائفه وقدراته الفائقة المتعددة والمتعارضة والمعقدة قد يسميه البعض " منطق الفوضى " (34) كتعبير عن سيادة عدم النظام واللايقين في العلم والعالم ، ويسميه البعض الآخر " المنطق الضبابي " (35) ليصلح مع التشابك والتعدد في العوامل والمسببات المؤدية للأحداث دونما ترجيح لأهميتها أو ترتيبها ، فقد يؤثر ما كنا نعتقد أنه السبب الأبعد أو الأقل أهمية حسب المنطق القديم ، ويسميه آخرون " منطق التعقد " (36) أننا الآن أمام حاجة ملحة لمنطق أياً كان اسمه لكنه يتميز بقدرته على ما يلي :- 
• التعامل مع الشك والتعقيد الموجود في الواقع .
• يساعد العقل على التمركز حول الفعل لا حول الفكر .
• يطلق مستويات التفكير العليا للإنسان .
• يقلل ما في العلاقات من مجهول .
• يقبل التعدد في الأسباب والنتائج فكل ما نحققه احتمالي ولا يقيني .
• يترك المجال واسعاً للروئى المتعددة ويطلق إمكانيات الإبداع .
• لا زال هذا المنطق الجديد يتبلور ويتكون لكن استخداماته العملية بدأت مع إنتاج برامج الذكاء الاصطناعي ، وأسسه العلمية تتآلف على شكل نظريات تستند إلى علم السبيرنطيقا ويدعو لها كل من كامبل وادموند وأندرسون وغيرهم . (37) 
يفيد هذا الطرح في أن المستقبل أصبح لا ينظر إليه على أنه عملية يمكن التنبؤ بها بشكلٍ منتظم أو متسلسل أو خطي لكنه يصنع من تفاعل عناصر فاعلة داخل النظام أو المجتمع الذي نتنبأ له ومدى تأثيرها وتأثرها بالعناصر الفاعلة من خارج النظام ويطلق على هذه الطريقة في التنبؤ اسم " شجرة التنبؤ " Perspective Trees (38) وهي طريقة تعتمد في التنبؤ على اللاخطية والتفاعل بين العوامل داخلاً وخارجياً مع الأخذ في الاعتبار عنصر المنفذين أو صانعي المستقبل .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info متصل
 
بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث عن دور المدرسة في بناء المجتمع وخدمته - بحث علمى عن دور المدرسة في بناء المجتمع
» تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في الصمود - بحث علمى عن تعزيز دور مؤسسات المجتمع المد
» بحث عن المجتمع والمسلمين - بحث علمى عن المجتمع والمسلمين كامل بالتنسيق
» بحث عن تنظيم المجتمع - بحث علمى عن تنظيم المجتمع جاهز للطباعة
» بحث عن المدرسة الذكية - بحث علمى عن المدرسة الذكية كامل بالتنسيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: