تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق Empty
مُساهمةموضوع: بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق   بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر - 14:25

بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق


تمهيد
هكذا انسالت خواطري في ليلة ممطرة من ليالي الشتاء.. لم أتبين هذا الذي يدق زجاج سيارتنا دقا واهنا.. فطلبت من صغيرتي أن تمد منديلها لتكشف جزءا من الأنفاس المستقرة على واجهة السيارة الأمامية.. فإذا بوجه سكنه البؤس ويمعن في إبراز كل ما تدرب عليه من مهارات التسول.
وما هي إلا لحظة حتى كانت قروش صغيرتي مستقرة في أيدي هذا الذي يشاركها ما يسمى طفولة.. فشاركته ما بدا وخفي من البؤس، ثم استدارت لتمطرني بالتساؤلات والتوسلات لأجل هذا الصغير.
أعلم تماما كيف استطاعت أن تجعل نفسها مكانه.. تحرك قلبها فعمل عقلها على وضع الحلول.
"أمر عادي أن يعطي الصغار.. قروشهم وملابسهم.. لعبهم وكتبهم.. بل وأن ينحتوا ما يتطوعون به من أوقاتهم". هذا هو العادي، ولكن أمتنا تحتاج لما هو غير عادى! "هكذا حدثت نفسي فالعادي هو أن نتطوع للكفاية.. ولكني أحلم بأن نتطوع لنحدث فرقا في الحياة".
أحلم بهذا الصغير متطوعا للدعوة لدين الله والتعريف به، أحلم به متطوعا كسفير لقضايا أمته، أحلم به إعلاميا واعيا.
ويتطلب ذلك إعطاء الطفل قدرا عاليا من الوعي الجماعي فنربيه عمدا وقصدا على أنه جزء من جسد أمة تحتاج إليه، وأن نفتح عينيه على وسعهما ليرى مساحات أرحب من الحياة، فيتابع أمر المسلمين وقضاياهم؛ ينقد ويفكر ويجرب ثورة التغيير في محيطه الضيق لينتقل لمحيط أوسع فأوسع.
هذا هو التطوع الذي أحلم به.. تطوع يتكاتف فيه مجتمعنا لتربية هؤلاء الصغار.. والذين سيتطوعون بدورهم ليحسنوا جودة الحياة.
إن شاركتني هذا الحلم.. فهيا ندفع ثمنه الآن وقتا وجهدا لنترجمه إلى واقع نرى فيه انتفاعا جماعيا بالقدرات الجماعية.. نعلم فنعلم.. ونفقه فنفقه.. ونعرف فنعرف.. وتتشابك الأدوار شيئا فشيئا لنربي بوعي جيلا مختلفا قادرا على إحداث الاختلاف.
ولعل أهم ما يصنع هذا المبدع المتبرع بتحسين جودة الحياة تمكنه من عدة مهارات وتشبع شخصيته بعدد من السجايا، أولها التعاطف والحنو والعطاء.
مراحل التعاطف :
يشير علماء النفس إلى أن هناك نوعين من التعاطف: أولهما رد الفعل العاطفي تجاه الآخرين وهو الذي يتطور تلقائيا خلال السنوات الست الأولى من عمر الطفل.
والثاني رد الفعل الإدراكي الذي يحدد مدى استطاعة الأطفال لأن يدركوا وجهة نظر الشخص الآخر.
ومع نضج قدرات الأطفال على الإدراك فإنهم يتعلمون بشكل متزايد دلالات الإشارات المختلفة لآلام الآخرين، بحيث تتم الموازنة بين اهتماماتهم واهتمامات الآخرين.
وحين يحدث هذا النضج الإدراكي يفهم الطفل متى يقترب من صديقه الحزين، ومتى يفضل أن يبتعد عنه، وماذا يمكنه أن يفعل لأجله.
ويميل هؤلاء الأطفال لأن ينجزوا أعمالا تتضمن المساعدة والمشاركة، وبالطبع يحظون بالحب والتقدير العالي للذات بما يبشر بنجاح أكبر في الحياة.
والتعاطف هو أساس جميع المهارات الاجتماعية، حيث إنه جزء من التكوين "الجيني" لدى الطفل، ولكنه -كغيره من السمات- يختفي إذا لم يتم رعايته وتغذيته، بل تعلمه.
ساعده ليتعاطف
أولى خطوات التعاطف تحسس مشاعر الآخرين، والقدرة على أن يضع الطفل (والكبير أيضا) نفسه موضع الآخرين فيرى مثلهم ويشعر شعورهم، فعلمه أن يتعرف على المشاعر المختلفة، ويصنفها: سلبية - إيجابية؛ ويسميها.
- اسأله: ماذا تظن شعوره عندما ضاعت منه أقلامه.. كيف تشعر لو كنت مكانه (تعريف الشعور وإدراك أنه سلبي).
هل تحب هذا الشعور؟ (التفكر تحسس الشعور)، ماذا يمكننا أن نفعل لنساعده (الإقدام عمليا على تغيير الموقف بتقديم المساعدة).
- ساعده بالقصص والنقاش؛ لو كنت مكان هذا (...) بماذا كنت ستشعر؟ من تظن أنه كان من الممكن أن يساعدك؟
- دعه يفكر دوما في تبعات فعله على الآخرين.
والعائد من تعليم التعاطف للأطفال يتعدى مساحة التطوع لمساحة أبعد كقبول الآخر واحترام الثقافات، بل والنجاح العملي في التفاوض وفض النزاعات.
فساعد طفلك ليرى الحياة من جانبها الآخر، وليتعاطف مع وجهات نظر تختلف عن وجهته.
لتنمية العطاء في نفس طفلك
هل يتسع وقتك وجهدك وقلبك ومالك للآخرين أم أنك مشغول دائما..؟ مضغوط دائما..؟
منشغل بنفسك عن الآخرين دائما.. هل لديك هذا الإحساس الجماعي؟ هذا سؤال ينبغي أن نتفكر فيه دوما قبل أن ندعو أطفالنا للعطاء.
- كن قدوة، ودع طفلك يراك متلبسا بالتعاطف والعطاء!
وهناك بعض التصرفات البسيطة التي يمكن أن تكون جزءا من حياة الأسرة كأن تصنع معروفا لجار؛ أو تعطي بعض الطعام وكلمة طيبة لمحتاج؛ أو تقف مع شخص ما يتعرض لمضايقة الرفاق.
- حاول أن تحيط طفلك بهؤلاء الذين يتمتعون بالحنو والعطاء فيكون لديه أكثر من القدوة.
- قدم كتبا وقصصا تتحدث عن نماذج تعلي من شأن السلوك الحاني المتعاطف. وناقشه فيما أعجبه ولماذا، وكيف أثر سلوك كل من هؤلاء في الحياة من حولهم.
- ساعده ليدرك أن للآخرين احتياجات مماثلة لاحتياجاته، فالطفل يعطي إذا ما أمكنه أن يضع نفسه مكان الآخرين.
تشير إحدى الدراسات إلى أن المراهقين الذين ينخرطون في مساعدة الآخرين يشعرون بمشاعر إيجابية تجاه حياتهم، ويكون لديهم طموحات وآمال كبيرة لمستقبلهم.
كذلك فإن تعليم الأطفال بأن يفكروا في الآخرين يعطيهم إحساسا قويا بقدرتهم على إحداث فرق في الحياة.
- العطاء حتما يحدث فرقا.. دعه حتى يرى هذا الفرق في أسرته.. في مجتمعه.. في الحياة الواسعة. دع هذا الإحساس يتمكن منه. كرر على مسامعه دوما: "أنت قادر على أن تغير الحياة بعطائك، أيا كان هذا العطاء: وقتا، جهدا، دعاء، كلمة طيبة، ابتسامة، تصفيقة لصغير يحاول التعلم... الخ
حين نعطي نشعر شعورا طيبا تجاه أنفسنا. أشر لهذا الإحساس الطيب الذي يتركه العطاء في نفس صاحبه.
يقول الطبيب النفسي جوليس سيجل: "إذا لم يشعر الطفل بأنه مقبول ومحبوب حبا غير مشروط من قبل والديه؛ تظل احتياجاته تدوي عاليا في آذانه مما يصمها عن سماع بكاء الآخرين المكروبين أو المحتاجين".
"لا ينبت هذا الإحساس بالتعاطف والرغبة في العطاء في غياب العلاقة القوية من الرعاية والعناية بين الطفل والأهل. فحين تقرأ لطفلك أو تشاركه أو تقبله أو تربت على شعره؛ فأنت تعطيه الأساس الذي يمكنه من الوصول للعطاء للآخرين".
- "المرء عند ظن أخيه"؛ فإذا ما أظهرت تقديرا لمحاولاته لمساعدة الآخرين واهتمامه بهم وباحتياجاتهم؛ فإنه سيحاول جاهدا أن يعلو لمستوى توقعاتك.
- إذا ما عودنا الطفل العطاء داخل الأسرة والعائلة أمكننا فيما بعد أن نطالبه بالتطوع لما ينتمي إليه (الأمة).
- عودهم الصدقة اليومية، فجزء من ماله للمشتريات؛ وجزء للادخار وجزء للصدقة.
- أوجد طرقا منظمة لطفلك ليشارك وينخرط.
- علمه المسئولية بأن يكون مسئولا عن نفسه ثم الآخرين.
- أشركه في الأعمال المنزلية.
- عبر عن شكرك، أظهر كيف أَسعدك عمل طيب قدمه الآخرون لك.
- علمه الشكر لكل ما يتلقاه صغيرا كان أم كبيرا؛ الشكر لك كأب لما تقدمه من وقت وجهد ومال، الشكر لهذا الذي ابتسم له فجعله يشعر شعورا جميلا.. الشكر لهذه الجدة التي تصنع له خصيصا هذا النوع من الطعام أو الحلوى.. الشكر لهذا الذي يعلمه.. يدربه...
فنحن نقدر العطاء من الآخرين بما يعني حتما أن عطاءنا سيحدث فرقا -كبيرا أو صغيرا- ورُب أطفال يحدثون فرقا!
مدد وعي أطفالك بالعالم تدريجيا، افتح عقولهم لأماكن عدة يمكن لاهتماماتهم ومواهبهم أن تحدث فيها فرقا.
تحدث وتناقش دوما حول المشكلات الاجتماعية، واستكشف وجهات نظرهم ورأيهم وحلولهم المقترحة.
شاركهم متابعة أحوال المسلمين حول العالم، والتواصل معهم وعمل مجموعات إلكترونية للتواصل والتعارف وتبادل المعلومات والمعارف و...
- انشر كل ما يتعلمه لتؤصل لديه مفهوم "خيركم من تعلم العلم وعلمه".
- حقق الاكتفاء ليسهل العطاء (المعنوي- القدرة على الإنتاج والعمل- تعلم العلم الذي يمكن أن ينقله لغيره).
- امنح الطفل الوقت ليتعلم ويتقن ما يمكنه المشاركة به.
- أعطه فرصا ليقدم بنفسه طرقه الخاصة به لإحداث الفرق، فاهتماماتهم ومواهبهم مختلفة.. وهذا يجعل العطاء مختلفا.. فربما أرادوا أن يعطوا ما لديهم لمساحات مختلفة، أو أشخاص مختلفة أو...
دعهم يجربوا أجنحتهم الخاصة ليرفرفوا في سماوات أرحب
التعاطف وفن الاحساس بالاخر

متى نستطيع أن نقول بالفعل لشخص آخر "أنا أفهمك" أو "أشعر بما تحس به" أو "أفهم ما يدور بداخلك"...عندما نكون حساسين. التعاطف Empathy هو أكثر من مجرد المشاركة الوجدانية Sympathy -إنه القدرة على الإصغاء والتبصر بهدف التعرف على أفكار ومشاعر الآخر. وتعد هذه القدرة مولودة وليست مكتسبة ومع ذلك فإننا قليلاً ما نستخدمها.
التعاطف أكثر من مجرد الإحساس العفوي بالآخر، الذي يغمرنا أو يستحوذ علينا استناداً لمشاعر الآخر، وقد يدفع أعيننا لذرف الدموع. فالمشاركة الوجدانية هي مجرد مرحلة سابقة للتعاطف. فعندما نشارك الآخر وجدانياً نتذكر كيف "يكون" الحزن أو السعادة أو الحنق إننا نتقاسم هذه الخبرات و يمكننا لهذا أن نعزي أنفسنا، أن نفرح أو نتوتر. و هكذا ينشأ بين الناس تشارك مصبوغ بالانفعال أو المشاعر، إلا أنه من حيث المبدأ تشارك سطحي.

إلا أن التعاطف أكثر من مجرد التشارك الوجداني. إنه يصف القدرة على فهم خبرات الآخر والاستجابة بناء على هذا الفهم بالشكل المناسب.
التعاطف ليس مجرد المشاركة في المشاعر فحسب إنه يحاول فهم ما هو كامن خلف هذه المشاعر. لهذا يشترط التعاطف الإصغاء الدقيق و الملاحظة الدقيقة. فإذا أردنا أن نكون متعاطفين فإننا نريد أن تفهم بدقة ما الذي يجري في الآخر. لهذا نحاول أن نرى العالم بعيونه "أن نرتدي حذائه". وهذا التبديل للمنظور (والتخلي العابر عن منظورنا) يفتح لنا تفهماً يتجاوز المشاركة الوجدانية لآخر. و بمجرد نستطيع "قراءة"، ما الذي يفكر فيه الآخر و يحسه و ما ينويه و ما هي الدوافع و والعقد التي دفعه و هو موقفه نحونا، عندئذ يمكننا أن نتعاطف معه. وهذا يعني: أننا نستطيع عندئذ مساعدته –أو حتى حماية أنفسنا من نواياه و مخططاته. إذ أنه يمكن استخدام التعاطف لصالح الآخر أو لإلحاق الضرر به. فمن يعرف بشكل جيد ما "يدور" في رأس المحيطين به فإنه لا يستطيع نصحه أو حمايته فحسب وإنما توجيهه و استغلاله.
ويعرف باحث التعاطف وليم إكس William Ickes القدرة التعاطفية على النحو التالي: الاحتضان التعاطفي (من الذات نحو الآخرين) ليس أكثر من شكل من قراءة الأفكار الذي نمارسه في حياتنا اليومية....إنه على ما يبدو ثاني أكبر الإنجازات القادر عليها دماغنا، حيث أن الوعي نفسه هو الإنجاز الأكبر"

وضمن الظروف العادية يعيد الإنسان تاريخه التطوري في سنواته الأولى من العمر: فحتى المواليد الجدد يستجيبون لبكاء الأطفال الآخرين و ويبدءون هم أنفسهم بالبكاء. –على نحو يمكن تسميته "بالعدوى الانفعالية"، و في عمر الشهرين يبكي الطفل عندما يرى دموع الغرباء، أو يستجيب بابتسامة. فالأطفال فهم يمكنهم في وقت مبكر التعرف على المشاعر و "يعكسون" –في أية حال المشاعر "البسيطة" فحسب، كالفرح أو الحنق أو الحزن، وليس المشاعر المعقدة كالخجل أو الازدراء. وفي عمر السنوات الست يدرك الأطفال أنه يمكن أن يكمن خلف التعبير عن شعور ما شعور آخر مختلف كلية. وفي عمر السبع سنوات يفهمون المواقف المعقدة، التي تظهر فيها مشاعر على نحو الغيرة و الذنب و الفخر أو التواضع. وبالتدريج يصبح لهم أيضاً دور الدوافع و المقاصد الكامنة خلف تعبير ما أكثر وضوحاً. وبين سن التاسعة و الحادية عشرة يمكن للأطفال أن يتعرفوا من الإشارات غير اللفظية إذا أراد شخص ما خداعهم أو خداعهم واستغلالهم.

"أعرف ما الذي تحس به"، "أعرف ما يدور بداخلك"، - مثل هذه الجمل تساعدنا في بعض المواقف، إنا تعبر عن الحساسية Sensibility و المشاركة الوجدانية Sympathy، إلا أن التعاطف أكثر من مجرد هذا: فعندما نكون متعاطفين فإننا لا نمتص بصورة سلبية Passive المشاعر التي يعيشها الآخر الآن فحسب، إذ أن التعاطف أكثر من مجرد نوع من الواقع التقديري الذي نفكر ونشعر فيه كما لو كنا مكان الآخر. فالتعاطف يسأل: ما الذي يعنيه شعور ما؟ ما الذي أراه من خلال التبصر في العالم الروحي للشخص الآخر؟ لهذا يتطلب التعاطف -إلى جانب كل التشارك والإحساس بالآخر- درجة معينة من البعد. ويقول وليم إكس في هذا الصدد: التعاطف عبارة عن استنتاج مركب ترتبط فيه الملاحظة والذاكرة والمعرفة و التفكير من أجل الوصول لاستبصار في مشاعر و أفكار الناس الآخرين".
فمن يكون تعاطفياً أو متعاطفاً لا يذوب في مشاركة المشاعر أو لا يشارك الآخر الغضب والفرح. التعاطف يعني التعلم من الحوار –و التصرف بعد ذلك. التعاطف ليس هدفاً بحد ذاته. إذ أننا بمساعدته نوسع معرفتنا و ذخيرتنا السلوكية و نحسن تفهمنا للعالم والبشر كي نتمكن من حل المشكلات بشكل أفضل و وتجاوز الأزمات و والتعرف على الأسباب الأعمق.
فالمستمع المتعاطف يستجيب لكل موقف بحساسية، ولا ينساق وراء القوالب الجامدة و الأحكام المسبقة، ويسجل أدق التغيرات و أقل الأصوات انخفاضاً. و إلى جانب التدريب يتطلب التعاطف و معرفة الذات التركيز والانتباه بشكل خا

إبطاء السيرورة

تجتاحنا في بعض الأحيان انفعالات غامرة، إنها تعمينا بالحرف عما يدور حولنا. والانفعالات السلبية كالخوف أو الغضب بشكل خاص تطلق هرمونات الإرهاق، تجعل العضلات تتشنج و تضيق الاستثارات الفيزيولوجية من الرؤية و تخفض بصورة مؤكدة من قدرات الإدراك. وعندما نشعر أن شخص ما يعاني من هذه الحالة نبدي التعاطف وذلك بأن نساعده على "التنفيس" عما بداخله و على ألا يستخلص استنتاجات متسرعة. وتتجلى القدرة التعاطفية من خلال مساعدتنا لشخص ما على كيفية رؤية "الكل الأكبر" قبل أن يستسلم لتصرفات طائشة.

السؤال بصورة صحيحة

بعض الأسئلة تتضمن الإجابة، أو بشكل أدق: تتضمن الحكم، "أنت تعتقدين إذاً أن صديقتك الجديدة جيدة" تسأل الأم ابنتها بصوت متهكم، مسبقة بهذا ردة فعل دفاعية تصغيرية- البنت تصمت أو تتبنى الحكم السلبي. فإذا ما كانت الأم تريد أن تعرف ما الذي يدور بالفعل داخل ابنتها فعليها أن تطرح سؤالاً صريحاً –تعاطفياً: "ما الذي يعجبك بصديقتك بشكل خاص"؟. فالأسئلة الصريحة تقود لاستقصاء الذات عند المسؤول- وتبث في الوقت نفسه: أنا مهتم بالفعل بوجهة نظرك.

الاحتفاظ بالماضي في المدى المنظور

في الاتجاه التعاطفي يمكن ألا يكون للسلوك الراهن لشخص ما علاقة بالوضع الراهن، وبشكل خاص إلا تكون له علاقة بنا. فقد لا يكون زميلنا المتجهم غاضباً منا، فقد يكون مثقلاً بصراع أسري غير محلول، أو يعاني من غيظ متراكم بسبب مرتبه السيئ. إننا نجر وراءنا صراعاتنا غير المحلولة كلها أو نتذكر فجأة مرحلة مخجلة من حياتنا. يلون الماضي الحاضر، وغالباً ما ينصب هذا على الناس الخطأ. وفي مثل هذه المواقف يكون من المفيد كبت الاستجابة، وعدم المعامل بالمثل، وهكذا يمكننا البقاء موضوعيين و نرى بدقة أكبر.


جعل القصة تتفتح

يتيح لنا التعاطف ترك الآخر يروي لنا قصته، دون التسرع في الحكم أو مقاطعته أو دون نلح عليه في قبول نصائحنا الجيدة. وهذا يعني في بعض الأحيان التمكن من الانسحاب و كذلك عدم تحريض الراوين المفرطين.
يتطلب التعاطف التوقيت الجيد: الإحساس بأنه "سيأتي شيء ما بعد ذلك"، الإنصات إلى أن الآخر يخفي خلف هذا الشعور شعوراً آخر. وعليه فالحنق أو الغضب غالباً ما يكون انفعالاً مقنَّع مختار –فخلفه تكمن على الأغلب الخيبة، والانجراح، واليأس ومشاعر العزلة و بشكل خاص غالباً ما يكمن خلفها الإحساس بعدم الفهم.


وضع الحدود


لا يعني التعاطف الإفصاح للآخر عن مقاصدنا من أجل أن ندفعه للمصارحة. يعتقد الكثير خطأ بأنهم عندما يروون شيئاً ما من حياتهم الخاصة أو من محيط مشاعرهم ("لقد مررت مرة بخبرة مشابهة") فإنهم يحققون بذلك أساساً من الثقة. إن من يروي شيئاً ما عن نفسه يمكن أن يحقق بعض الراحة على المدى القصير إلا أنه على المدى البعيد فإن هذه المصارحة المساء فهمها غير فاعلة. فكل إنسان يرغب في أن يرى أن مشاعره محترمة بوصفها مشاعر أو مشكلات فريدة من نوعها، ومن ثم فليس من المفيد عندما يؤكد له احدهم بأنه قد مر بالخبرة نفسها. وحتى عندما يبدو الأمر غير منطقي، إلا أن الحقيقة أن تبادل الحميمية يعيق التعاطف. فمن أجا التمكن من الإصغاء دون أحكام مسبقة علينا الانفصال لبعض الوقت عن خبراتنا: حتى عندما يبدو لنا أن كثير مما نسمعه معروف لنا، فعلينا أن نكون منتبهين، وكأننا نسمع قصة الآخر للمرة الأولى.


تقويم الآخرين بشكل صحيح


يتطلب الإصغاء التعاطفي تبني رؤية الآخر للعالم دون نظريات أو فرضيات مسبقة حول الآخر. من أجل خبرة حقيقته الذاتية التي هي الحقيقة حول نفسه. فنحن لا يمكننا أن نعرف شخصاً ما بالفعل لم نكن قد أصغينا إليه قبلاً لفترة طويلة و بشكل مركز. وهنا يساعدنا من التأكد بين الحين والحين فيما إذا كان شريك المحادثة يشعر بأنه مفهوم بالفعل، وفيما إذا كان يعتقد بأنه قد عبر عن كل ما يعتبره مهم بالنسبة له. ويقترح كارل روجرز مؤسس العلاج النفسي المتمركز حول المتعالج استراتيجية خاصة بهدف تحسين فن الإصغاء. ففي نقاش ما أو جدل ينبغي استخدام القواعد التالية:" لا يحق لأي شخص أن يتحدث عن نفسه، قبل أن يكون قد أعاد أفكار ومشاعر محدثه أو محدثته بدقة" فعلى كل مصغ أن يكون إذاً قادراً على تلخيص رؤية أو وجهة نظر الآخر بدقة.


الجانب المظلم من التعاطف

القدرة على التعاطف ليست امتيازاً يختص به الناس ذوي النوايا الطيبة فقط. إذ يمكن أن يتم استخدام التعاطف ضدنا، من النصابين و الأنانيين و المظللين. فقد كان هتلر تعاطفياً بطريقته الخاصة، وذلك عندما فهم رغبات و عقد و طموحات الألمان و استغله. فكلما استطاع شخص ما الولوج إلى جوهر عالمنا الداخلي، سهل عليه استغلالنا. ومن أجل مقاومة ذلك علينا أن نشحذ انتباهنا التعاطفي الخاص، عن طريق:

1-التفريق بين التعاطف الوظيفي و الأصيل

غالباً ما نحس بدقة كبيرة فيما إذا شخص ما يريد سبرنا من أجل خداعنا أو استغلالنا أو يغبننا. فالحدس والموقف يقولان لنا بوضوح فيما إذا كان علينا أن نتقبل عرضاً للمساعدة أم من الأفضل ألا نفعل ذلك. إلا أن التعاطف الأصيل قد يختلط –حتى في العلاقات الحميمة- مع التعاطف الوظيفي: فقد يبدو الشخص لنا لطيفاً، إلا أنه يربط المشاركة الحقيقية مع رغبات أنانية ، وهذا أمر عادي طالما نظل قادرين على فهم اللعبة و لا نشعر بالاستغلال.

2-التعاطف لا يعني: "اللطف مع الآخرين"

ليس هدف الإصغاء التعاطفي خبرة ذلك الشيء الذي نريد خبرته، ولا يعني كذلك الحصول على إعجاب الآخر و نعززه بأخطائه أو آراءه. التعاطف ليس العطف أو الإشفاق. الهدف هو التقدير الواقعي والدقيق للآخر-بهدف مساعدته. فإذا لم يرد شخص ما أو لم يتمكن من تقبل اتجاهاتنا التعاطفية، علينا ألا نشعر بالذنب بسبب ذلك.

وقد يصبح الأمر وخيماً في بعض الأحيان، وذلك عندما تتجمد سيروروة التعاطف المتبادل هذه، لأن أحد الشريكين قد توصل في لحظة من اللحظات بأنه "يعرف الآخر كلية"، فلا يعود يصغي إليه بدقة و يتوقف عن السعي نحو تعلم الرغبات المتجددة ووجهات نظر المتغيرة للآخر. وغالباً ما تعبر الجملة القائلة "أنت لا تعرفني على الإطلاق" عن بداية النهاية، و تشير إلى حقيقة أن هذا هو الواقع بالفعل و أن الشريكين قد عاشا إلى جانب بعضيهما البعض بشكل لا تعاطفي

3- الفرق بين تأثير كلمة وأخرى يكمن في اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب".
تكمن المشكلة الحقيقية في تواصلنا مع الطفل في الرد بنفس الأنماط المختزنة في الذاكرة من النماذج التي تعرض لها في خلال مراحل الحياة المختلفة. وأغلبنا يرد دون ترك مساحة للتفكير في أسلوب الحوار الأكثر فاعلية. وحوارنا اليومي مع الطفل يفضي حتمًا لأي من هذه النتائج الثلاث:
1 - الخلاف.
2 - التحاشي والانسحاب.
3 - التقارب والانسجام.
فإلى أي من هذه النتائج يفضي حوارك مع طفلك؟
لمد جسور التواصل.. إليك طرق الحوار مع طفلك:
 أولا: طريقة التعليم
 ثانيا: طريقة التعاطف
 ثالثا: أسلوب التشجيع والثناء
 رابعا: طريقة التفاوض
 خامسا: طريقة الأوامر والنواهي
أولا: طريقة التعليم
هذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا بين الآباء؛ حيث يرى معظم الآباء أن مهمتهم الأولى في حياة الطفل هي تعليمه وإرشاده، وهذا يحدث يوميًّا بل لحظيًّا. فدائمًا ما يمر الابن بتجربة جديدة؛ أو تتاح له فرصة للتعلم. وقد يؤتي هذا ثمرته تعلمًا وتقاربًا، أو توترًا وإخفاقًا وضربًا لجذور تقدير الذات لدى الطفل، الأمر الذي يضيع معه الهدف من هذا النوع من الحوار (التعلم).
وحين تلجأ لهذا النوع من أنواع الحوار...
قل:
"دعني أشرح لك ..."
"يمكنني أن أساعدك في ..."
"ما رأيك أن نجرب ..."
"اختيارك رائع؛ أخبرني لماذا اخترت هذا الاختيار"
"من فضلك.. انظر لي ثم افعل تمامًا كما أفعل..."
"لا يمكنك الذهاب لحمام السباحة؛ لأن ..."
"حين أخذت قلم أختك دون إذنها.. كيف تظن أنها شعرت؟"
ولا تقل:
"هذا غباء منك"
"لا أصدق أنك فعلتها أخيرًا"
"لا يهمك؛ سأفعلها أنا"
"إذا بقيت هكذا؛ فلن تتعلم أبدًا"
"خطأ.. ألم تقل إنك ذاكرت جيدًا؟"
"لم لا تكون مثل أخيك - صديقك ..."
انتبه تمامًا لنبرة الصوت وملامح الوجه وطريقة الإلقاء. ولا تعلّم وأنت مشغول أو متوتر أو محبط. كذلك تحين فرصة استعداد الطفل ورغبته للتعلم.
وتذكر دائمًا قول الله تعالى: "ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها...".
ثانيا: طريقة التعاطف
إذا ما جاءك طفلك سائلاً: "أين تقع كوالالمبور؟"
وفي مرة أخرى سمعته يحدث نفسه غاضبًا: "ما شأني أنا بموقع كوالالمبور؟!".
ترى ما الفرق بين الحالتين؟ وترى هل نجيب بنفس الطريقة في الحالتين؟
الطفل في الحالة الأولى يسأل ليعلم وهو في الحقيقة يريد مساعدته للحصول على إجابة.
أما في الحالة الثانية: عليك أن تنفذ إلى ما وراء الكلمات من مشاعر إحباط وضيق من هذا الواجب الممل أو الصعب بالنسبة له، وما عليك هو تحسس احتياجه في هذا الوقت؛ فما يحتاجه ليس الإجابة، بل يحتاج التعاطف مع مشاعره السلبية، وإدراك ما يعانيه من ألم أو إحباط أو مخاوف أو حزن أو غضب، والتحدث عن هذه المشاعر ووصفها بطريقة تساعد الطفل على تفهم حقيقة ما يشعر به.
فمثلاً تخيل أن مريم جاءت إلى أمها من المدرسة شاردة يبدو عليها الضيق وأخبرت أمها أن أصحابها لا يريدون اللعب معها. ترد الأم: "ولا يهمك سيعود أخوك حالاً والعبي معه".
ما حاولته الأم التشجيع وحل ما اعتقدت أنه مشكلة ابنتها. ولكن مريم كانت تحتاج لشىء آخر: التعاطف مع مشاعر الإحباط لديها. وكان على الأم أن تقول شيئًا كهذا: "لا بد أن ذلك جعلك تشعرين بالضيق والغضب".
في هذه الحالة تدرك مريم أن أمها تعرف وتفهم وتقدر مشاعرها. وأن مثل هذه المشاعر الغاضبة مقبولة وغير محرمة أو مرفوضة. والمتوقع غالبًا في مثل هذه الحالة استرسال مريم في حكي تفاصيل الموضوع؛ وربما طلب المشورة، إضافة لتخلصها من هذه المشاعر السلبية.
ويمكن أن يتبع التعاطف تعليم أي مساعدة في الحصول على إجابة أو تقديم نصح. ويصعب التعاطف وقت انزعاجك أو غضبك أو اضطرابك الشديد مما فعله ابنك.
ويجب ألا تخلط بين التعاطف والتشجيع.
ولذا
قل:
"أظنك محبطًا من سؤال كهذا..."
"لا يمكنك تذكر هذه المعلومة ..."
"أرى أنك تجد صعوبة ما في فهم هذا الدرس؛ وهذا يضايقك ..."
"أنت حزين.. عصبي.. محبط.. متضايق.... من..."
"أخفقت في تسديد الهدف.. تشعر بالحزن لأنك سبب خسارة فريقك"
"كنت تتمنى الذهاب لعيد ميلاد يوسف ولكن الأمطار منعتك.. هذا يضايقك.. كنت أتمنى لو أنك استطعت قضاء وقت جميل ..."
"أعرف أنك تخاف من صعود السلم وحدك.. ولكن ما رأيك لو ..."
"أظنك سعيدة بهذه الصداقة الجديدة مع سارة ..."
"أراك سعيدًا جدًّا باختيارك لقيادة الفريق... هذا جميل حقًّا..."
ولا تقل:
"أدرك تمامًا حقيقة مشاعرك..."، فأنت لم تقدم وصفًا لهذا الشعور ولم تقدم دليلاً على أنك تفهمه.
"أنا أتفهم ذلك ..."، سمّ (ذلك) التي تتحدث عنها.
"أنا ما زلت أحبك رغم ذلك"، ليس هذا ما يفكر به طفلك الآن، فلا تقدم للأرنب اللحم الذي تحبه أنت؛ فهو يحتاج الجزر.
"الموضوع ليس مشكلة كما تتصور"، لا تسفه مشاعره؛ فهو متضايق أو غضبان أو محبط حقًّا؛ لأنه يرى بطريقة مختلفة عنك.
"أعرف أنك غاضب، ولكن هذا أسلوب سخيف منك"، ليس هذا وقت التـعليم أو التأديب الفعال.
ثالثا: أسلوب التشجيع والثناء
هذا من أهم الطرق للإبقاء على السلوكيات السليمة في طفلك. اقتنص فعلاً حسنًا فعله طفلك وأثن على هذا الفعل المحدد. ولا تضيع فائدته بإتباعه بنقد: "لقد فعلتها. ولكن بعد نفاد صبري".
قل:
"أعجبتني الطريقة التي رتبت بها حجرتك"، كن محددًا بشأن ما تمدحه.
"هل تذكر كيف استطعت فعل... من قبل؛ أعتقد أنك يمكنك فعلها مرة ثانية"، ذكر طفلك بجهوده ونجاحاته السابقة.
"كان من الممكن أن يغضبك تصرف أختك، ولكنك تحكمت بغضبك، هذا يدل على سعة صدرك؟ أشكرك".
لا تقل:
"ممتاز.. ممتاز"، حدد ما هو الذي تراه ممتازًا، ولا تفرط لدرجة عدم تصديق طفلك لثنائك.
"لا تقلق.. أنا واثق أنك يمكنك عمل ..."، لا بد أن تتعرف أسباب قلقه عن قرب بما يجعله متأكدًا من فهمك له، وربما استخدمت أسلوب التعاطف قبل التشجيع.
"كلنا معرضون للخسارة"، هذه ليست عبارة تشجيع أو تعاطف.. وقليلة هي الأوقات التي تصلح للوعظ.
رابعا: طريقة التفاوض
أحمد يريد شراء عجلة جديدة؛ الأب لديه تخوف من نقطتين: عادة أحمد في التأخر في واجباته المدرسية، ولعب أحمد بالعجلة في الطريق.
عرض الأب على الطفل هذه المخاوف. وجاء رد أحمد مفاوضًا: "إذا لم أنهِ واجبي قبل السابعة.. فلن ألعب بها".
رد الأب: "وإذا لعبت في الطريق؟"
أحمد: "لن ألعب بها في اليوم التالي".
التفاوض طريقة يمارسها الطرفان عن قناعة وانضباط. فكلا الطرفين ينوي تنفيذ الجزء المسئول عنه في الاتفاق. وهذا يختلف كثيرًا عن التفاوض الذي يحمل في طياته يأسًا. كأن تكون متوقعًا سلوكًا سيئًا، ثم تعرض مكافأة: "إذا لم تصرخ في المحل فسأشتري لك الآيس كريم" هذه رشوة وليست تفاوضًا.
والتفاوض عادة يستخدم حين الرغبة في الحصول على مزيد من الحرية مثلاً من قبل الابن، كأن يقضي وقتًا أطول مع أصدقائه أو السهر وقتًا أطول مع الأسرة في المنزل. وفي هذه الحالة لا بد من ذكر أن كل حرية يقابلها مسؤولية. والتفاوض بفاعلية يعني أنك مستعد للتكيف مع رغبات ابنك الممكنة؛ وفي نفس الوقت لا تتوانى عن محاسبة المسئول، وهذا يزيد من فرص التعاون بين الطفل والأهل مستقبلاً.
قل:
"قبل أن تذهب إلى المباراة عليك عمل ..."
"أعرف أنك تريد الذهاب للرحلة، ولكن لن يمكنني دفع كل التكاليف.. هل لديك مقترحات؟"
"أعرف أن هذا سيكون رائعًا.. فكيف ..."
لا تقل:
"هل تعدني أن ترجع مبكرًا إذا وافقت على ذهابك ..." بالطبع سيعدك، ولكن هذا ليس تفاوضًا، لا بد أن يكون هناك تبعات لوفائه بوعده أو عدم وفائه.
"إذا كنت هادئًا في النصف ساعة المقبلة فسأشتري لك ..." هذا ابتزاز ورشوة وليس تفاوضًا.
التفاوض هو الحالة التي نصافح بعضنا بعضا ونهتف بحماس: اتـفـقنا.
خامسا: طريقة الأوامر والنواهي
هناك بعض الأوقات التي نفضل هذا الأسلوب دون غيره من أساليب التعليم أو التفاوض. وغالبًا ما يتم ذلك وقت الخطر. أو عدم الاستعداد لإبداء الأسباب أو التفاوض وقبول بدائل.
قل:
"أعرف أنك لا تحبذ فعل ذلك؛ ولكن القاعدة تقول..."
"ارتدِ معطفك قبل الخروج"
"كف حالاً عن لعب الكرة في المنزل"
"مرفوض أن تضرب أخاك"
"يحين موعد نومك بعد 5 دقائق.. اغسل أسنانك".
"هذا موعد العشاء.. قم بإطفاء التلفاز".
لا تقل:
"ما الذي تحدثنا عنه حالا؟"
"طالما أخبرتك أن ..."
"لم يعجبني ردك عليّ بهذه الطريقة".
ولا بد ألا يعبر الأمر أو النهي عن رأيك الشخصي: "لا أريدك أن تخرج دون معطفك".
الأمر والنهى لا بد أن يكون واضحًا تمامًا؛ فلا تستخدم الكلمات الغامضة مثل: لا تفعل هذا... سمّ هذا الذي تقصده.
كل من هذه الطرق يمثل جسرًا للوصول إلى أطفالنا؛ وكلما استخدمنا عددًا أكبر منها زادت الجسور وزادت احتمالية الوصول

من الفهم المتبادل إلى التعاطف الإنساني :


مما لاشك فيه أن حوار الثقافات اشتدت الحاجة إليه خصوصاً في العقود الأخيرة، بعد ذيوع نظرية "صراع الحضارات" التي صاغها عالم السياسة الأميركي صموئيل هنتنغتون. ومما يعطي بصيصاً من الأمل سيادة الاتجاهات التقدمية التي تؤمن بوحدة المصير الإنساني، بالنسبة للاتجاهات الرجعية التي تنظّر للعنف والصراع، وتقدم بذلك خدمة إيديولوجية صريحة للولايات المتحدة الأميركية التي تحولت إلى إمبراطورية كونية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ويكشف عن كل ذلك الانتقادات العنيفة التي وجهت لنظرية صراع الحضارات من داخل الدوائر الأميركية والغربية الثقافية، ومن داخل الدوائر الثقافية في بلاد العالم الثالث. وقد زاد من بروز الجبهة العالمية للحوار ضد معسكر الصراع، الخطاب التاريخي الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الرئيس محمد خاتمي، والذي لقي الإجماع الكامل من كل أعضاء الجمعية العامة، والذي دعا فيه إلى ممارسة حوار الثقافات على الصعيد العالمي. واستجابت الأمم المتحدة وقررت أن يكون عام 2001 هو عام حوار الثقافات. وتطبيقاً لذلك نظمت هيئة اليونيسكو مؤتمراً دولياً عن حوار الحضارات عقد في ليتوانيا، وأتيح لي – بناء على دعوة رسمية – أن أقدم بحثاً عن مفاهيم الثقافة والحضارة في القرن الحادي والعشرين.
كان العالم قد نشط بالفعل في مجال حوار الثقافات على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي، ودارت حوارات شتى سعياً للوصول إلى الفهم المتبادل كما أسلفنا، غير أنه وعمليات الحوار الكثيفة تجري في أنهار شتى، إذا بالعالم يروع بأحداث الزلازل المريعة التي ضربت بلاداً آسيوية عديدة، وأدت إلى فيضانات غير مسبوقة، حيث اندفعت الأمواج الكاسحة من أعماق المحيطات، لتحطم كل شيء في طريقها، مما أدى إلى وقوع ضحايا بمئات الآلاف، وتشرد الملايين ممن فقدوا مساكنهم وممتلكاتهم.
وقد أدت هذه الزلازل والفيضانات إلى زلزلة الوعي الكوني المعاصر، وسرعان ما بدأت موجات كثيفة من التعاطف الإنساني، الذي لا يفرق بين دين ودين وجنس وجنس. وهكذا أتاحت هذه النوائب غير المسبوقة حواراً فعالاً بين المجتمعات والشعوب بغير تمهيد مسبق، ليعلن ذلك عن بداية تحول حوار الثقافات من مجرد الفهم المتبادل إلى التعاطف الإنساني الشامل، والذي يعد – كما أكدنا في دراساتنا السابقة – بتبلور مذهب إنساني جديد Humanism يتخلق ببطء وإن كان بثبات، حيث تتصاعد الدعوة من منابر شتى في الغرب والشرق، إلى صياغة عقد أخلاقي كوني جديد لا يقنع فقط بضبط حركة الأسواق الرأسمالية السائدة من خلال إدخال البعد الأخلاقي في كل الممارسات الاقتصادية، ولكن لإقامة الجسور بين الأديان المختلفة، وصياغة نسق قيمي كوني يأخذ في الاعتبار أساساً الحفاظ على الكرامة الإنسانية، وتحقيق أمن الإنسان، والتركيز على ذلك بدلاً من التركيز على اعتبارات الأمن القومي بآفاقه الضيقة، والذي لا يعبر إلا عن المصالح الأنانية للنخب السياسية الحاكمة، وما تعبر عنه من مصالح طبقية.

ولا شك أن كل هذه التحولات في بيئة المجتمع العالمي وفي إدراكات النخب والمثقفين والشعوب، قد نجمت عن الإحساس العام بأن المجتمع العالمي يتحول من الأمن النسبي إلى مجتمع المخاطر. وقد التفتنا في إطار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أهمية رصد تحولات المجتمع العالمي، وتشكل فريق بحث من مجموعة من الخبراء تحت إشرافي لدراسة عدد من التغيرات العالمية الجوهرية.
أول هذه التحولات الانتقال من نموذج المجتمع الصناعي إلى نموذج مجتمع المعلومات العالمي، مع كل ما يترتب على ذلك من آثار بعيدة المدى، وتحول هذا المجتمع إلى ما يطلق عليه مجتمع المعرفة.
والتحول الثاني الانتقال من الشمولية إلى الديمقراطية وبزوغ المجتمع المدني العالمي. والتحول الثالث بروز ظاهرة العولمة وحلولها محل الاقتصاد العالمي التقليدي. والتحول الرابع الانتقال من مجتمع الأمن إلى مجتمع المخاطر، والتحول الأخير في نظرية الأمن القومي العالمي، وبزوغ عصر الشبكات والإرهاب الجديد. ولعل أبرز هذه التحولات من حيث تأثيرها على أمن الإنسان هو تحول المجتمع العالمي المعاصر ليصبح مجتمعاً زاخراً بالمخاطر. وأصبحت فكرة "مجتمع المخاطر" نظرية سوسيولوجية سائدة لرصد وتحليل مختلف أنواع المخاطر، والتي تجد مصادرها في إمكانيات التلوث الإشعاعي الذري، وقد زاد انفجار مفاعل تشيرنوبل الروسي من هذه الاحتمالات، وسلبيات الهندسة الوراثية، وظهور أمراض جديدة (كالإيدز وجنون البقر) وشيوع أمراض خطيرة كالسرطان نتيجة لتسرطن البذور الزراعية، والمنتجات الزراعية بشكل عام.

وترتبط "نظرية الخطر" باسم عالم الاجتماع الألماني "إيرليش بيك" الذي أصدر كتاباً بنفس الاسم بالألمانية تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية. وينطلق "إيرليش بيك" في محاولة توصيف التغيرات الحادثة في مجتمعات نهاية القرن العشرين – كما يقرر د. عمرو حمزاوي في بحثه الذي قدم لنا في مشروع "تحولات المجتمع العالمي" - من قناعات أولية أربع هي:
أولاً: أن اللحظة الراهنة هي لحظة انقطاع جذري في تاريخ الحداثة.
ثانياً: أن مفهوم الخطر قد أضحى المحرك الأساسي للبنى الحقيقية المعاصرة.
ثالثاً: أن مقولة وحدة المصير البشري "التنويرية" والتي ناقضتها مسيرة الحداثة منذ القرن الثامن عشر وحولتها إلى مساحة للفعل الرمزي… تستحيل الآن إلى حقيقة واقعة.
رابعاً: أن حل هذه التحولات يفرض إعادة النظر في مدى فاعلية منظومات القيم العالمية وصياغة نسق تفسيري بديل لفهم تحديات العصر.

والواقع أن القناعة الثالثة لإيرليش بيك تكاد تكون أهم قناعاته جميعاً، لأنه – كما أكدنا من قبل – هناك إرهاصات متعددة تشي بتراكم إحساس البشر في كل قارات العالم بـ"وحدة المصير الإنساني".

نحن نعيش في عصر العولمة والتي تعني أساساً حرية تدفق السلع والخدمات والأفكار والبشر بغير قيود ولا حدود. وفي ضوء هذا التدفق غير المسبوق تنتقل الأمراض الجديدة مثل الإيدز من بلد إلى آخر، وتتسرب الأمراض المستحدثة نتيجة لسوء تطبيق الهندسة الوراثية مثل جنون البقر من قارة إلى أخرى، بل وتظهر أمراض قديمة كانت قد انقرضت مثل السل والملاريا، وتعود لتهدد ملايين البشر.

نحن إذن في قلب عاصفة المخاطر التي أشرنا إليها، بالإضافة إلى التغيرات الكبرى في المناخ العالمي سواء كانت من صنع البشر، كما هو الحال في ازدياد معدلات الغازات الملوثة للجو، أو نتيجة للتغيرات الطبيعية الفجائية مثل الزلازل التي ثارت مؤخراً، وما تبعها من فيضانات تسببت فيها موجات "تسونامي" العملاقة كما يطلق عليها، والتي اندفعت لكي تأتي على الأخضر واليابس.

غير أن الإنسان المعاصر لا ينبغي أن يقف مكتوف اليدين أمام الكوارث الطبيعية، ولكن لابد أن يمارس الإبداع العلمي لكي يصل إلى آلية تسمح له بالتنبؤ بالزلازل قبل وقوعها. وذلك كله لابد أن ينبع من قناعة تامة بأن وحدة المصير الإنساني تحتم تغيير أنساق القيم، والكفاح ضد سياسات الهيمنة التي تمارسها الدول الكبرى، ومناهضة سياسات العولمة التي أدت إلى تهميش دول الجنوب، وسيطرة دول الشمال على موارد العالم، وتراكم ثروات نخبها باستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.

لقد حانت لحظة الحقيقة، ومن حسن الطالع أن تظهر تباشير التعاطف الإنساني بعد الكارثة، والتي تعد شمعة أضاءت نفق اليأس الطويل. وهذا التعاطف تجلى في ردود أفعال الأفراد العاديين، ومؤسسات المجتمع المدني العالمي، والشعوب بشكل عام، والدول المختلفة والأمم المتحدة.

وقد يكون هذا كله إيذاناً ببزوغ فجر جديد لنظام عالمي مستحدث يحقق المساواة لكل شعوب العالم، ويضمن توافر الحرية السياسية ويحافظ على الكرامة الإنسانية.
التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

عندما يشعر أحدنا بالضيق لسبب ما فإنه يحب أن يجد إنساناً يتحدث إليه ، ولاشك أنه إذا وجد شخصاَ ينصت إليه ويتفهم مشاعره فإن ذلك سيخفف عنه شيئاً من هذا الضيق .
أننا ننجذب فطرياً إلى الأشخاص الذين يتفهمون مشاعرنا ونعرض عن الأشخاص الذين لا يشعرون بنا ، ولكي ينجح الإنسان في قراءة مشاعر الآخرين يجب أن يكون قادراً على قراءة مشاعره وتأثيرها على تصرفاته ، عندها يستطيع أن يجري القراءة المعاكسة وأن يعرف مشاعر الآخرين من خلال تصرفاتهم.
أن من أهم حاجات الإنسان في هذا الوجود حاجته إلى أن تقدر مشاعره من قبل الآخرين ويعتمد تقدير مشاعر الآخرين على ثلاثة أمور :
1- إدراك هذه المشاعر/ فأنت ترتاح للشخص الذي يراك منزعجاً فيقول لك : ( أراك منزعجاً بشدة )
2 – تفهمها دون الحكم عليها / نحن نشعر بالارتياح أيضاً عندما يتفهم الآخرون مشاعرنا دون أبداء رأيهم فيها مثل قول : ( أدرك تماماً أن هذا الأمر مزعج بالنسبة إليك )
3- التعاطف / وهو الإحساس بمشاعر الآخرين مثل قول : ( أفهم ما تشعر به ، فقد مررت بهذا الشعور من قبل)
إذا كان تقدير مشاعر الآخرين يريحهم فإن أكثر ما يزعج الإنسان هو إحساسه بأن الآخرين لا يقدرون مشاعره ، ويمكن أن يتم ذلك بعدة أشكال منها :
1- تجاهل المشاعر / كأن يكون الإنسان متجهماً بسبب شعوره بالحزن فيأتي من يقول له : ( لماذا العبوس ، ابتسم !!!!) أن مطالبة شخص حزين بالابتسام هو تجاهل تام لمشاعره ، وهو لا يروح عن هذا الشخص بل على العكس يزيده شعوراً بالحزن والعزلة .
2- إخبار الآخرين أن هذه المشاعر غير طبيعية / ربما تحاول التخفيف عن غيرك فتقول : ( أنت حساس زيادة عن اللزوم ) لكن في الحقيقة أنت تتهمه بأن فيه عيب لمجرد أنه شعر شعوراً لا تتفق معه فيه . أن اختلاف المشاعر بين الناس أمر طبيعي ولا يحق لنا أن نتهم مشاعر الآخرين بأنها شاذة أو غير طبيعية لمجر أننا لا نوافق على هذه المشاعر .
3- إخبار الآخرين كيف يجب عليهم أن يشعروا / هل سمعت أحياناً من يقول لك : ( لماذا تحب هذا الإنسان ، أنا لا أرى فيه شيئاً يستحق الإعجاب ) إن مشاعر الإنسان هي هويته ، وعندما نطلب من الآخرين أن يشعروا مثلما نريدهم أن يشعروا أو مثلما نشعر نحن ، فإننا نريدهم أن يكونوا امتداداً لنا ، وأن تكون مشاعرهم امتداد لمشاعرنا ، أي أننا نمحو هويتهم ونعتدي على حقهم في الوجود كأشخاص مستقلين عنا .

إن التعاطف مع الآخرين يحتاج إلى استقرار عاطفي ، فالإنسان الذي تستهلكه عواطف القلق أو الحزن أو الخوف ينخفض إحساسه بمشاعر الآخرين ولذلك علينا أن لا نلوم الآخرين إذا لم يتعاطفوا معنا فربما كانوا في حالة نفسية غير مستقرة .
ويعتمد التعاطف مع الآخرين على قراءة مشاعرهم من خلال تصرفاتهم وتعابير وجوههم ، فقد أجريت تجربة عرض فيها شريط فيديو صامت مدته 45 دقيقة يعرض حركات أشخاص وتعابير وجوههم في حالات شعورية مختلفة ، وطلب من 700 مشارك من 18 دولة مختلفة أن يحددوا الحالة الشعورية لكل شخص من خلال قراءة لغة جسده ، وتبين أن الذين حققوا أعلى نسبة من القراءة الصحيحة لحركات وتعابير الآخرين كانوا أكثر المشاركين نجاحاً اجتماعياً واستقراراً عاطفياً .

الإفصاح عن المشاعر يريح صاحبه :

أننا عندما نحدد الدائرة التي ننزعج إذا اقتحمها الآخرون نقلل من احتمال اقتحامها ، وما يصاحب هذا الاقتحام من مشاعر سلبية في نفوسنا .
ويمكن التعبير عن المشاعر بشكل صحيح مثلاً عندما تشعر بعدم الاحترام نتيجة لتصرف معين قام به صديق من الأفضل أن لا تقول له : (أنت لا تحترمني ) وإنما تقول : ( أنا أشعر بعدم الاحترام عندما تتصرف معي هكذا ) إن اتهام الآخرين سيدفعهم إلى اتخاذ موقف دفاعي سيزيد المشكلة ، أما التعبير عن المشاعر فسيحملهم على تفهمها ، وتعديل تصرفاتهم وفقاً لذلك .

التعاطف والنظرة النمطية :
أن أهم سبب من أسباب عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين هو النظرة إليهم نظرة نمطية سلبية ، إي الحكم عليهم مسبقاً وبشكل سلبي لمجرد انتمائهم إلى جنس أو لون أو دين أو طائفة معينة .
إن التعاطف يعتمد على قراءة الآخرين من خلال التعامل معهم لا من خلال انتماءاتهم ، وعندما تتدخل النظرة النمطية تنعدم القراءة الصحيحة ويصبح الإنسان متحيزاً ومتجنياً في قراءته للآخرين .
والمجتمع الذي تسوده النظرة النمطية ينعدم فيه التعاطف والتواصل والحوار ويملؤه البغض والشحناء وسوء التفاهم ، وإن ذلك سينعكس سلباً على المجتمع وعلى كل فرد من أفراده .
فبمجرد شعور الإنسان بالنظرة الدونية تحيط به من كل جانب كفيل بتخفيض معنوياته والحد من قدرته على العطاء ، ففي تجربة وزعت مجموعة من الأسئلة على مجموعتين من الأشخاص تضم كل مجموعة رجالاً ونساءً ، وأخبرت المجموعة الأولى أن النساء دوماً يحصلون على علامات أقل من الرجال عندما يجيبون على هذه الأسئلة في حين لم تخبر المجموعة الثانية شيئاً ، فكانت النتيجة أن النساء حصلن على علامات أقل من الرجال في المجموعة الأولى وعلى علامات مماثلة للرجال في المجموعة الثانية ، إننا بمجرد أن نخبر إنساناً ما بشكل مباشر أو غير مباشر أنه دون غيره في مجال من المجالات ، فإن ذلك سيؤثر عليه سلباً ويجعله فعلاً دون غيره في هذا المجال .

التعاطف والقيادة :


إن التعاطف مع الآخرين شرط من شروط القيادة الناجحة ، والذين يعتقدون أن القيادة القوية هي التي تدوس على مشاعر الآخرين ولا تهتم بها مخطئون تماماً ، فقد وصف الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من أعظم القادة على مر التاريخ فقال : " فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك"
إن القيادة القائمة على التسلط وتجاهل مشاعر الآخرين وإنسانيتهم يمكن أن تنجح ولكن نجاحاً جزئياً ومؤقتاً ، فالإنسان لا يعطي أفضل ما عنده إلا حين يشعر بإنسانيته وكرامته واحترام مشاعره.
إن حاجة الإنسان إلى التعاطف على المستوى النفسي تماثل حاجته إلى الهواء والماء والطعام على المستوى الجسدي ، بل إن الدراسات أثبتت أن أولئك الذين يحاطون بجو من التعاطف والتفهم لمشاعرهم تكون قدرة أجسادهم على مقاومة الأمراض أفضل من الأشخاص المحرومين من الدعم العاطفي.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث عن التعاطف - بحث علمى عن التعاطف كامل بالتنسيق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: