كان الخلفاء الأمويين الأوائل يحنون للبدواة , لذا كانوا يتركون العاصمة دمشق ويذهبون إلى البادية للصيد و لإتقان اللغة العربية , و للبعد عن الحياة المدنية السهلة . و هشام بن عبد الملك كان أكثرهم حبا للاعمار و لإظهار إمكانية الإمبراطورية الأموية المترامية الأطراف و كان يعهد بالبناء إلى حسان بن ماهويه و سليمان بي عبيد و ثابت بن أبي ثابت .
تأثرت العمارة العربية بأنماط الهندسة المعمارية المحيطة بها لدى البيزنطيين و الرومان والفرس . و يعتبر قصرا الحير الغربي و الشرقي نتاجا مهما في تاريخ الحضارة المدنية , حيث مزج بين الحجر و الآجر في بناء الجدران .
وصمم القصر على شكل مربع أو شبه مربع , له سور , فيه أبراج نصف دائرية للتدعيم و التحميل و ليس للغايات العسكرية . و له باحة مركزية و مدخل واحد . حول الباحة بيوت متناظرة تقريبا و فيها زخارف منوعة .
و نظمت السقاية في القصر و جددت آبار الدير البيزنطي . و أحيط القصرين بالأراضي الزراعية , هندسة البناء في البادية كانت تقتصر على سرادق . ثم صارت تضم إليه فيما بعد الحمام و المسجد و القصر . و قد أوضح ( هرزفيلد ) أن بناء الحمام و المسجد قد سبق بناء القصر . و جمعت المرحلتان في بناء قصري الحير مرة واحدة .
واجهة قصر الحير الشرقي - ترتفع حتى 16 م كانت أنقاضا في مكانها الأصلي . و كان عددها 50 ألف قطعة . جمعت بجهد كبير لتصبح ما هي عليه الآن . الواجهة مزينة بأشكال نباتية من أوراق النخيل و شوك اليهود و فيها أعمدة صغيرة تحيط بالمحاريب و تدعم بهو المدخل .
بعض نوافذ قصر الحير الغربي
تمثال من الجص عليه أثر تلوين يظن أنه لباني القصر هشام بن عبد الملك