قصة البطل الذي درب كريم بلقاسم رحمهم الله جميعا

كان أحمد بلعيدي أو بلعيد الملقب أحمد أومري سليل العائلة التي فقدت سبعة رجال خلال المقاومة عرش بوادو لدى الغزو الفرنسي لمنطقة القبائل. في حين سيطرة فرنسا على سكان كل منطقة القبائل ا عام 1849، قاوم هذ العرش سبع سنوات بعد عدة معارك المستنزفة المتكررة والغرات القاتلة لقلة الإمكانيات و الفقر كما بات معروفا تاريخية تستعمل فرنسا الأساليب المحرمة دوليا و إنسانيا بسياسة الأرض المحروقة فانتهت المقاومة سنة 1857 .
كتب العقيد روبن في "مجلة الأفريقي " الذي قال في موضوع غزو منطقة القبائل : "إن بني بوأدو أنه على الرغم من إقالة القرى الرئيسية و إخماد الثورات فيها في عام 1856، ظلت بني بوادو صامدة مستعصية على عسكر فرنسا إلى عام 1857.
الإسم الحقيقي أحمد بلعيد وإسمه المستعار احمد أومري وهو أحد أسطورة البطولة و الشجاعة الجزائرية في منطقة القبائل بالخصوص بولاية تيزي وزو. ولد بقرية اث جيمعة ببلدية أيت بووادو جنوب تيزي وزو سنة1911.
تشرد وتمرد على السلطة الإجرامية الفرنسية واتخذ الجبال ملجأ له وسمى نفسه احمد أومري وكون كتيبة منظمة مقاومة للظلم وعادلة في حكمها مرهبة للكفار الحاقدين فثأرت لسكان القبائل وكان شعلة جديد التي اوقدت الثوار كل مناطق القبائل
وكان شديد الولع للحرية والاستقلال فسكن قلوب الفقراء والمظلومين المحرومين بالانتقام لهم وأخذ أموال المعمرين الفرنسين بالقوة وتوزيعها عليهم.
كان دائما يقف بجانب الجزائري المقهور من طرف القياد والحركى المنافقين العملة للسلطة الفرنسية وكان لا ينفذ العملية الجهادية لوحده بل يقسم كتيبته إلى قسمين. فالفرقة الأولى تهاجم والثانية تحمي وتحاصر كان ذكيا جدا ومقداما بحيث كان المنفذ الفعلي للإعدامات وبفضل حنكته لم يقدر عليه عسكر فرنسا كانوا يرتعدون لمجرد ذكر اسمه.
ذكر بعض الذين عايشوا الشهيد احمد أومري أن كريم بلقاسم انضم إلى جيشه الصغي
كان كريم بلقاسم تحت راية احمد أومري ولما استشهد تاركا وراءه تنظيما مدربا حوله كريم بلقاسم إلى جهازا للمنظمة السرية المسلحة OS التابع لحزب الشعب الجزائريPPA.
ويذكر السيد الإبراهيمي انه بعد تحقيق كبير و معمق وصل إلى أنه كانت هناك اتصالات و تنسيقات مع القيادة العامة MTLD حركة انتصار الحريات الديمقراطية وكان زعيمها مصالي الحاج و جماعة أحمد أومري بوساطة كريم بلقاسم الذي كان عضوا فعالا في الحزب وكان على وشك الانضمام إلى العمل السياسي بالموازاة مع النشاط المسلح ولكن الله قدر أن يرحل في يوم تأسيس المنظمة السرية المسلحة وما يصدق هذه الأطروحة انضمام كل رجاله فيها.
أسس كريم بلقاسم يوم سقوط الشهيد أحمد أومري المنظمة السرية المسلحة O.S في16 فيفري 1947 .
※استشهاده :
الطابور الخامس أو البياعة أو الخيانة أسماء و مختلفة و خبثها واحد و هي الغدر و خدمت الباطل لما استعصى على عسكر فرنسا القضاء على أسد جرجرة لدهائه وفطنته استمالت وأغرت أحد مرافقه وهو Ouacel Ali علي أوسال شقيق سعيد بابو بالتوطئ معه بحيث هيئت له ورتبت له كل شيء ليقتله ويهرب إلى مكان مجهول في فرنسا لا يعرفه أحد فخطط المستعمر لفخ جهنمي.
ففي يوم 16 فيفري 1947 دعى علي أوسال الخائن المجاهد أحمد أومري إلى بيته الواقع في قرية لعازونن Iâazounen للعشاء فعند قدوم علي أوسال بطبق الكسكسي بيد وكانت بيد الأخرى مسدس مصوب تحته فقبل أن يضع الطبق أطلق عليه النار فسقط أحمد رادا عليه بطلقة أصابت عليا بجرح طفيف في رأسه فأسرع إليه الخائن بتفريغ كل طلاقات مسدسه في صدر أحمد أومري صديقه الحميم و ابن بلدته ووطنه رفيق دربه فأصبح يضرب به المثل في الخيان و غدر الأقارب والأحبة خانه هذا الحقير الذي سافر بعدها إلى فرنسا خوفا من الإنتقام و قصاص منه و عاش كالكلب في فرنسا شريدا طريدا فيها ويقال أنه في منتصف الثمنينات عاد إلى أرض الوطن متنكرا حتى لا يعرفه أحد و توفي سنة 2013 إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 98عاما.
※وختاما:
وأشهد أن لا إله إلا الله أجزل ثواب المجاهدين والشهداء، قال تعالى: { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }170آل عمران